«الجزيرة» - واس:
استبشر أبناء الوطن كافة بالمشروع التنموي (نيوم) الذي أطلقه يوم أمس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، ويقع على مساحة قدرها 26500 كم2 في شمال غرب المملكة، ويعد أحد المشروعات الوطنية الضخمة التي تطل على البحر الأحمر من على جبال «مدين» ويلتقي على أرضه الجغرافيا الطبيعية المتنوّعة، والتاريخ القديم الذي يضم آثارًا وبيوتًا منحوتة تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.
ومشروع «نيوم» من المشروعات الحديثة التي ترتبط بإستراتيجية رؤية المملكة 2030، وله أهداف عميقة ترتقي بمكانة الوطن والمواطن، وتشدّك تفاصيله إلى استدعاء الذاكرة للتمعن في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيَّده الله- حينما أطلق الرؤية، حيث قال -رعاه الله-: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك»، ومن ذلك الحين أضحى المواطنون يعيشون حياة ديناميكية ملؤها التفاؤل برؤية المملكة التي شكلت منعطفًا إيجابيًا مهمًا في حياتهم، وحفزتهم على المضي خلف القيادة الرشيدة لبناء حاضر الوطن، وتأمين
مستقبله، وحماية مكتسباته الممتدة على مساحته المترامية الأطراف في شبه الجزيرة العربية.
وكل حلم كان بالأمس يلاطف إحساسنا تحوّل اليوم إلى حقيقة نشهد إنجازها وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فلا نكاد نتأمل في أبعاد الحاضر الذي يزخر بمشروعات تنموية مختلفة، إلا وتأتي القيادة الرشيدة بالجديد الواعد للوطن الذي يكفل لنا - بحول الله تعالى - السير بخطى ثابتة في «كون» اجتاحته ثورة تقنية عارمة أصبح معيار السرعة فيها له الغلبة.
وبالأمس شاهد الجميع إطلاق المشروع الحُلم «نيوم» الذي يحمل طابع الجمال في مكوناته الطبيعية، وله أهمية إستراتيجية للمملكة لا تقل بأي حال من الأحوال عن أهميّة الرسائل الوطنية التي تناول عرضها سمو ولي العهد أمام الحاضرين والمشاركين خلال مشاركته في أعمال «مبادرة مستقبل الاستثمار» المنظم من قبل صندوق الاستثمارات العامة في الرياض.
وبشفافية مطلقة استعرض سمو ولي العهد في رسائله الصورة المشرقة للمملكة وسط التطورات التقنيّة التي يعيشها العالم، والإمكانيات المتوفرة، والفرص الاستثمارية التي تنتظرها من خلال تعاون أبناء الوطن وتكاتفهم مع القيادة بوصفهم الوقود الذي يدعم تطور المملكة ويضعها على خارطة الدول المتقدمة كما قال سموه، في حين استنهضت كلمات سموه الحماسيّة همم الشباب والفتيات، ولم يزل صداها يشنّف آذانهم ويتردد بينهم حتى جعلت أفئدتهم تلتهب بمحبة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين نظير ما يبذلانه - رعاهما الله - من أجل رفعة الوطن ومواطنيه.
وهذا التجمع الاقتصادي الكبير في قلب المملكة النابض (مدينة الرياض) لم يكن مجرد مناسبة عابرة، بل كان نتاجًا لجهود حثيثة قام بها سمو ولي العهد - حفظه الله - حتى أثمر عنه اجتماع نخبة من الاقتصاديين الذين يتجاوز مجموع قيمة الأصول التي يديرونها في العالم ( 22 تريليون دولار) من أصل ما يقارب من 90 تريليون دولار من حجم الأصول العالمية، وذلك لمناقشة الاتجاهات والفرص والتحديات والقطاعات الناشئة التي ستسهم في رسم ملامح مستقبل الاستثمار في العالم خلال العقود المقبلة في إطار مواكبة تطلعات القيادة الرشيدة، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 .