لقد اتخذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أعزه الله- قرارا تاريخيا بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لخدمة الحديث الشريف، وهذا القرار التاريخي فرح به كل مسلم وموحد؛ لأنه يعتني بطباعة السنة النبوية ومراجعتها وتدقيقها، فيجمع مع قوة المراجعة والضبط، جمال الإنتاج والإخراج وغزارته.
إن هذا القرار التاريخي الذي أظنه -والله أعلم- خبيئة من الرحمن لخادم الحرمين الشريفين بأن يُنشأ مجمع في عهده، يحمل اسمه؛ حتى تصل لأبناء المسلمين في شتى الصقاع والبقاع طبعة صافية منقحة موثوق بها، ومن أجل أن تحقق الهدف اختار خادم الحرمين عالما من علماء بلادنا عُرف بعلمه وفضله ومكانته العلمية والاجتماعية وعنايته بالسنة النبوية وهو معالي الشيخ/ محمد بن حسن آل الشيخ، عضو هيئة كبار العلماء؛ ليتولى رئاسة المجمع، ونص الأمر أن يُعين أعضاؤه من علماء الحديث في العالم الإسلامي، وأن يعينوا بأمر ملكي، ولا شك أن مثل هذا القرار أثلج صدور الناس، وأكد لهم ما يعرفونه عن بلادهم من العناية بالكتاب والسنة، والاهتمام بها والحرص عليها، فهي بلاد قائمة على التوحيد، وما زالت وستظل بإذن الله.
إن العناية بالسنة النبوية يدل على حب الملك - حفظه الله - لها وحرصه عليها واهتمامه بها، لقد كنا نتمنى مثل هذا المجمع ونحلم به فأصبح الحلم واقعا بصدور هذا القرار التاريخي، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي حادم الحرمين الشريفين وولي عهده أجزل المثوبة على ما يقدمونه للإسلام والمسلمين، وأن يجعلها في موازين حسناتهما يوم يلقون الله.
** **
د. صالح بن مقبل العصيمي - عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض