«الجزيرة» - سعد العجيبان:
حين تصور حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أنه يُميط «اللثام» عن «حقيقة» غائبة!!.. كان هو في الواقع يكشف الستار عمّا يُمارسه النظام القطري على الدوام.. بل ما كان يُرسّخه هو شخصياً.. «ليضرب» بأطنابه في عمق سُلطة الدوحة.. ليكون «الكذب» والتدليس.. ولا غير ذلك.. شعاراً للقيادة القطرية. وتكون مخرجات لقائه «البائس» عبر برنامج «الحقيقة» الذي لم يحمل من اسمه نصيبا.. بل كانت دقائقه حُبلى بـ«النصب» من رحم «تحايل» مستمر.. تغطيه ملاءة «مُنتنة».
حصار واختراق!!
فقد جدد حمد بن جاسم مزاعم - جوفاء - بتأكيده أن - حصار - قطر تم عبر عملية تخطيط استبقته، ولم يكن سببه التصريح «المفبرك» الذي نشر بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية، معرباً عن استغرابه من ارتكاب جريمة قانونية لتبرير الحصار - على حد زعمه -. ومضى ابن جاسم - مُدّعياً - بالقول: أعتقد أن الموضوع المفبرك في 25 مايو الماضي تم لتبرير شيء معين، ولا أريد أن أدخل في تفاصيله.. لكن لدي سؤال يُحيرني: هل كنا نحتاج إلى كل هذه المقدمة لعدة أيام.. من زخم إعلامي من حلقات وبرامج وكنا نعتبرها رداً على تصريح مفبرك ولاسيما أننا كنا نبلغهم بأن هذا التصريح مفبرك؟.. هل كان هناك احتياج لاستخدام هذا حتى تبدأ المرحلة الثانية للعمل وهو ما بعد التصريح المفبرك؟. وأوضح أنه اعتقد في البداية وبعد التصريح المفبرك أنه ستكون هناك هجمة إعلامية لأهداف معينة ولأسباب معينة أُريد لها أن تبدأ وأُريد لها سبب وكان السبب التصريح المفبرك لأمير قطر!!
تضليل
وفي محاولة متكررة للتضليل.. فند حمد بن جاسم ما وصفه بالاتهامات التي توجه لقطر في إعلام دول الحصار - على حد قوله -!!.. ووجه رسالة للسعودية أكد خلالها أن قطر تريد أن تكون المملكة في المقدمة.. متناسياً أن الموقف السعودي من قطر لم يأت إلا بعدما «فاض الكيل» جرّاء ممارسات الدوحة التي تسعى على الدوام بالإضرار بجيرانها وأشقائها!!.
استرضاء
وجدير بالقول بأنه لن تنطلي على القيادة السعودية.. محاولات ابن جاسم خلال لقائه «المُخزي» لاسترضاء الرياض.. حين كرر قوله: نحن نود أن تكون المملكة في المقدمة، هذا أحسن لنا في قطر، وهذا ليس من اليوم بل منذ زمن، نحن ننظر لمكة قبلة المسلمين بكل احترام وتقدير، ولكن ليس هذا هو الطريق الذي يؤدي للاحترام - بحسب قوله -.
التسجيلات المسربة للحمدين مع القذافي
وفي جانب تتغير فيه على الدوام «الرواية» القطرية ما يؤكد - زيفها -.. سرد ابن جاسم تفاصيل مؤامرة الرئيس اللليبي معمر القذافي ضد السعودية وسر التسجيلات المسربة، وزعم أن الكشف عن سر تلك التسجيلات وحقيقتها يستدعي معرفة خلفيات مسبقة لها. وأضاف ابن جاسم: القذافي كان يعتبر دول مجلس التعاون درجة رابعة، وأنه هو متقدم، وكان هناك حديث بينه وبين السعودية لحل أزمة طائرة لوكيربي، والسعودية سعت بشكل كبير لحل هذا الخلاف ولكن حصل اختلاف في آخر الموضوع.
استثمارات قطرية في ليبيا
وبين ابن جاسم أن قطر دخلت بعد ذلك، ورتبنا لقاءات بينه وبين بريطانيا وأمريكا، والقذافي قدر لنا هذا الموقف، وكان يتحدث عن رغبته في استثمارات لنا في ليبيا، ونحن كنا نطمح في استثمارات في دول عربية، فبدأنا نتكلم عن مشاريع، وفي ذلك الوقت أبو ظبي كانت تتكل أيضاً وكان هناك منافسة.
يكذب
وزاد ابن جاسم في القول: القذافي كان يكذب ولقد صادنا نحن وأبو ظبي وأوضح: فوجئت أنه باع الإخوان في الإمارات مصفاة نفط بـ 400 مليون على أنها تنتج، ثم ظهر أنها «سكراب».. وبعد أن صاد الإمارات صادنا أيضا، فقد كلمني القذافي وابنه للتدخل في موضوع الممرضات البلغاريات، وقالوا لنا إن القذافي حلف ألا يدفع في هذه الموضوع، وقالوا لنا ادفعوا، ونحن سنعيد المبلغ بعد أسبوع، ولكن مرت فترة دون أن يردوا شيئا.
لا جديد
ومضى ابن جاسم في «أكاذيبه» قائلاً: بعد فترة بدأنا نروح له، وكان غاضبا من العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، وبدأ يتكلم وطلب منا تدخل قناة (الجزيرة) ضد السعودية وسلم لنا أشرطة لبثها ضد السعودية، ولكننا لم نبث شيئا، لكون مهنية قناة (الجزيرة) لا تسمح لها بذلك. وتابع ابن جاسم:» وعقب ذلك، قال لنا القذافي إنه يُحضّر مؤامرة لتغيير نظام الحكم في السعودية، وكنا نضحك أنا وأمير قطر السابق حمد بن خليفة عندما نركب الطيارة.
لقاء الملك عبدالله
وقال ابن جاسم إنه بعد تلك المقابلة.. ذهب للمك عبدالله وقال له هذا الرجل نيته سيئة، وتابع: فسألني وما الرابط بينكما؟.. قلت له نحن عندنا موضوع مالي معه، وضحكنا آنذاك على ما تعرضنا له من القذافي.. وكانت هذه المقابلة بحضور شهود عليها 3 أشخاص بينهما اثنين على قيد الحياة حالياً، وقال الملك عبدالله إنه يعرف بالمؤامرة وأنه يعرف أن هناك أشخاصا يدفع لهم القذافي وهم ينقلون لنا ما يحدث.
المتلوّن
وأضاف ابن جاسم: جاءتنا الأشرطة المسجلة قبل تداولها في الإذاعات، وقد نقلها لنا الأمير سعود والأمير مقرن، وقالوا لنا الملك عبدالله مكلفنا نعطيكم هذا التسجيلات التي تتحدث عن مؤامرة ضد السعودية.. فقال لي أمير قطر السابق حمد بن خليفة: ألم تبلغهم أنك أبلغت الملك عبدالله قبل ذلك؟.. ثم توجهت للرياض والتقيت الملك عبدالله وأعدت تأكيد أنني سبق أن أخبرته عن الموضوع، ورغم ذلك يأتيك سمو الأمير لإنهاء الأمر والموضوع تم إغلاقه وانتهى - على حد قول المتلوّن - بن جاسم.
مقزز!!
وفي مشهد «مُقزز».. تعامى فيه ابن جاسم عن طُغيان الدوحة في تماديها بالإضرار بمصالح أشقائها والتعرض لشؤونهم الداخلية بعدة سبل.. شدد على أنه لا يمكن فرض الآراء بالقوة.. خاصة أننا نتطلع إلى أن نجذب مستثمرين أو نغير نظامنا التعليمي أو الصحي أو نهتم بالوظائف أو نخلق حياة أفضل لشعوبنا ورفع دخل الفرد في دول المجلس!!.
دعم الإرهاب
وحول تورط قطر بدعم الإصلاح والحوثيين في نفس الوقت، ودعم حماس وإسرائيل في نفس الوقت، وأنها تدعم الإرهاب بفتح مكتب لحركة طالبان في الدوحة، ادعى ابن جاسم عدم صحة تلك الاتهامات، وقال: لم ندعم الحوثيين أبدا - رغم الدلائل الكثيرة التي تُثبت ذلك -.
الحوثيون
ومضى حمد بن جاسم - في أكاذيبه - بالقول: أحضرنا الحوثيين هنا بطلب من المخلوع علي عبدالله صالح، وعقدنا اتفاقا معهم، أن يكونوا حزبا سياسيا سلميا وأن يسلموا الأسلحة للدولة، وأن يتم تبادل الأسرى، وكان التنفيذ يسير بشكل إيجابي، إلى أن بدأت دول تتدخل ولا ترغب ان تنجح قطر. وبين ابن جاسم أن هذا الأمر بدأ قبل 5 سنوات، أي قبل تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، بعدها بدأت هذه الحال، وتدخل الملك سلمان عندما رأى جماعة الحوثي تهدد بلاده وحدوده. وزعم ابن جاسم أن قطر وقفت مع السعودية وقال: لكن للأسف في النهاية ظهرت تلفيقات ضد قطر بدعم الحوثيين، هذا ليس مستوى مجلس التعاون!!.
سوريا
ونسج ابن جاسم نسيجاً - مهترئاً - فيما يتعلق بالشأن السوري.. وقال: عندما بدأت الأزمة ذهبت للملك عبدالله بناء على تعليمات من أمير قطر السابق حمد بن خليفة، وقال نحن معكم وانتم استلموا هذا الموضوع، وكان أي شيء يتم عن طريق الأتراك والقوات الأمريكية وبتنسيق مع السعودية، وأضاف: «يمكن حصل فيه خطأ بدعم طرف بالخطأ».. ولكن تركيزنا كان على تحرير سوريا.. ولكن كنتم معنا في خندق واحد، وإذا غيرتم توجهكم في سوريا أبلغونا، ومثل هذه الحالات هي التي لن تجعل هناك تقدما في مجلس التعاون.
مكتب طالبان
وفيما يتعلق بفتح مكتب لحركة طالبان في قطر، أوضح ابن جاسم أن مكتب طالبان تم فتحه لإجراء مفاوضات لتبادل الأسرى بين الأمريكان وطالبان. وكشف أنه تم الضغط على قطر في فترة سابقة لكي تفتح سفارة لطالبان عندما استلموا الحكم، إلا أنها رفضت، وفي المقابل الإمارات فتحت سفارة لهم، ولن نتكلم عن ذلك.