د. خيرية السقاف
يوم الثلاثاء أمس الأول الرابع من شهر صفر 1439 الموافق 24 أكتوبر 2017 أحسب أنه يوم مميز بكل معنى للتميُّز..
في هذا اليوم التأريخي تمّت «مبادرة مستقبل الاستثمار» على مرأى, ومشهد العالم بأسره, بحضور عناصر مهمة في جميع مجالاتها المعرفية المختلفة بأفكارها, والميدانية في اختصاصاتها, والتنفيذية الفاعلة في الإشراف والابتكار والتطوير لمساراتها,
هؤلاء في المبادرة منتقين بعناية فائقة, معنيِّين بأهدافها, مختصين في مضامينها, شركاء في غاياتها, وسبل تحقيقها, ووسائل تطبيقها على أرض الواقع..
هؤلاء مواطنون, ومن جميع أنحاء العالم, وكبريات مؤسساته..
لن آتي بجديد عن يوم الثلاثاء الذي اتجه العالم بكل وسائله إلى الرياض, وفي هذا وحده ما يعزز رغبة الرياض أن تكون السعودية محط أنظار العالم رائدة في تحقيق نقلتها الحضارية الشاملة من الحلم للواقع, في ضوء أنّ هؤلاء الذين لم يفاجئونا بقدراتهم, وحصيلتهم المعرفية بل فاجأونا بكمية تفاصيل الحلم الكبير الذي خرج بأجنحته البيضاء محلقاً يوم الثلاثاء هذا..
ما جعل هذه النقلة الواعية تمضي في مضمارها من حيث مبتدأ مخاض الحلم, إلى حيث سيولد فتياً على الأرض, بما وضع له من خطط, ووُسِمت له من مجالات, وشكلت له من تفاصيل, ورسمت به من أبعاد, وقُننت له من مواقع, ونُبئت له من أشكال..
فأن يتحول الوطن إلى مصنع ضخم يعيد لمنابعه العديدة فرصة الضخ, ولعناصره النشطة ميدان العطاء, ولإمكاناته البديلة مواقع الإضافة لهو حلم بالتأكيد,
حلمٌ لا تخلو منه مخيلةٌ يدبُّ قدمٌ يحملها في رأس أي فرد فوق ثرى هذا الوطن..
وسواء جاء طرح مبادرة الاستثمار للإعلان عن تفاصيلها, ومحاورها, وخططها, وأهدافها, ومآلاتها المستقبلية في توظيف المصادر البديلة للنفط في المشاريع المستجدة, أو جاء في المشروع الكبير «نيوم» الذي فاق حلماً راود أحداً ذات يوم, فإنّ ما تم يوم أمس الأول الثلاثاء, هو مبادرة مميزة بكل تفاصيل ما كان فيها..
الثلاثاء يوم سخي بالآمال قد توَّجه «عرَّاب» هذا الحراك المذهل, أحد شباب هذا الوطن الطموح « محمد بن سلمان»..
ولقد كان فيما قال فأل كبير لمستقبل يتسع لأحلام العمار, والبناء, ورفاهية المواطن, واستقراره, وأمنه المادي, والمعرفي, والقيَمي, بما فيه حفاظه على قواعده الدينية, والفكرية, وسماته الخاصة دون تأخر عن العالم في تطوره, ومواكبته لأحدث, بل لأكثر إمكاناته حداثةً, وابتكاراً..
هذه مبادرات, وليست مبادرة واحدة, وإنها جمعاً تستحق أن نبادر فنقدم لصنَّاعها التقدير, والدعاء..
ليوفقهم الله..
ليأخذهم نحو تحقيق هذه الأحلام بعونه, ويمكنهم من الفلاح, والنجاح.