د. أحمد الفراج
من هو ريكس تيلرسون، الذي رشحه ترمب لوزارة الخارجية، ثم وافق مجلس الشيوخ على ترشيحه، وما طبيعة علاقته مع الرئيس ترمب، خصوصا بعد أن اختلفت مواقف الرجلين، حيال بعض القضايا الهامة، مثل مقاطعة قطر، وكوريا الشمالية، وبداية لا بد من الإشارة إلى أن تيلرسون، الذي صنفته مجلة فوربز ضمن أقوى الشخصيات العالمية (في المرتبة 25)، وذلك في عام 2015، هو مهندس ورجل أعمال، مختص بشؤون النفط، إذ كان يرأس شركة ايكسون موبايل الضخمة، التي تعمل دوليا، ولكنه لا يملك أي خبرة سياسية، فلم يسبق له أن ترشح لأي منصب سياسي، وهو في هذا مثل الرئيس ترمب، غير أن ترمب كانت له نشاطات سياسية، مثل دعم بعض الساسة المترشحين لمناصب فيدرالية أو محلية، والمشاركة في نقاش بعض قضايا الساعة، التي تهم الشارع الأمريكي.
تيلرسون، الذي اشتهر بقلة الكلام، لا يحب الإعلام، وهو في هذا يشبه، في كثير من الوجوه، نائب الرئيس الأسبق بوش الابن، ديك تشيني، الذي يصنف على أنه أقوى نائب رئيس في التاريخ الأمريكي، وكان له دور كبير في اتخاذ بوش لكثير من القرارات المهمة، مثل حرب العراق في 2003. هذا، ولكن تيلرسون لم يضع بصمة على أي قرار اتخذه الرئيس ترمب، ولا يعرف أحد ما يدور في خلده، ويشير بعض المراقبين إلى أن مواقفه السياسية تتقارب مع مواقف موظفي وزارة الخارجية من تركة الرئيس أوباما، أكثر مما تتوافق مع مواقف الرئيس ترمب!، ورغم أن ترمب وتيلرسون يصرِّحان دوما بأنهما على وفاق، إلا أن هذا أمرا مشكوكا فيه، فقد تسرّب للإعلام أن تيلرسون وصف الرئيس ترمب بأنه «أحمق»!، ولا يمكن أن تنزلق علاقات الرجلين إلى أكثر من هذا الحد من التردي.
وسائل الإعلام ضغطت على تيلرسون لينفي أو يؤكد وصفه للرئيس ترمب بالأحمق، إلا أنه رفض التجاوب مع السؤال!، وهذا يؤكد التسريب، إذ ربما أنه يعلم أن هناك وثيقة تثبت ذلك، ويخشى أن ينفي ثم يتورط، وإذا كانت علاقة تيلرسون برئيسه وصلت لحد وصفه له بالأحمق، فإن إمكانية بقائه في منصبه تصبح مسألة وقت لا أكثر، لأن علاقة الرئيس بوزير الخارجية غاية في الأهمية، فهو سكرتيره الخاص ومستشاره في الشأن الخارجي، وغني عن القول إن تيلرسون لم يكن خيارًا مطروحًا لترمب في أي منصب، كما ذكرت في مقالي قبل الماضي، وإنما تم طرح اسمه فجأة، بتزكية من سياسيين يثق بهم ترمب، وفي حال قرّر ترمب إقالة تيلرسون، فإن هناك أسماء مطروحة، يتوقع أن يكون تفاهمها مع ترمب على أعلى مستوى، ويبرز هنا اسم السياسية الشابة، مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة حاليا، وحاكمة ولاية جنوب كارولينا السابقة، نيكي هيلي، فهل يطيح ترمب بتيلرسون، وتصبح هيلي وزيرة الخارجية القادمة؟!. هذا ما سنعرفه قريبا!.