«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
فقدت الساحة الدعوية والشرعية فجر يوم أمس الثلاثاء الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله السدلان أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، والذي انتقل إلى رحمة الله بعد عارض صحي في العاصمة الرياض عن عمر ناهز 77 عاماً.
وعُرف عن الشيخ السدلان مشاركاته الدعوية والإعلامية وتصديه للأفكار والمناهج الضالة، وألَّف في هذا الصدد كتاباً تناول فيه مظاهر الأخطاء في التكفير والتفسيق وخطورته على الفرد والمجتمع، كما ساهم في توجيه الشباب إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة بمنهج معتدل. وتميزت سيرته العلمية بالعلم الشرعي وحفظه القرآن الكريم على والده في وقت مبكر، والتحاقه بالمعاهد العلمية المتوسطة ثم الثانوية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وتخرج فيها عام 1381هـ. وحصوله على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم «الماجستير» و»الدكتوراه» في الفقه المقارن.
وتتلمذ على يد والده غانم بن عبد الله السدلان في العقيدة والفرائض والحديث والفقه وعدد من المشايخ أبرزهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبد العزيز ابن باز في العقيدة والفقه والشيخ محمد الأمين الشنقيطي في الأصول والتفسير.
وللشيخ السدلان إنتاج علمي منها «النية وأثرها في الأحكام الشرعية»،
و»الإيضاح في الشروط في النكاح» و»صلاة الجماعة وأحكامها» و»الحكم بغير ما أنزل الله بواعثه وأسبابه وحكمه».
وفي هذا الصدد أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء عن عميق حزنه بوفاه الشيخ السدلان - رحمه الله - وقال في تصريح لـ(الجزيرة): «عرفت الفقيد منذ أكثر من خمسة عقود وزاملته في مراحل الدراسة، وعرفت عنه الصدق والإخلاص ونشر العلم والخير، وكانت له مساهمات دعوية من خلال المحاضرات الشرعية في موسم الحج وفي جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض». وسأل سماحته الله عز وجل له المغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته. ووصف الدكتور إبراهيم بن محمد أبو عباة عضو مجلس الشورى سابقاً وفاة الشيخ السدلان بالخسارة، وقال لـ»الجزيرة»: فقد الوطن بفقده عالماً جليلاً أمضى حياته في التعليم والتدريس والدعوة والتوجيه والإرشاد، وكان - رحمه الله - يتميز برؤية ثاقبة وبصيرة نافذة ومنهج وسطي رشيد تصدى بكل حزم للأفكار الضالة والمناهج الفاسدة والتوجهات المنحرفة، ووجه الشباب إلى المنهج السليم القائم على عقيدة السلف الصالح الذي يسير عليه علماء هذه البلاد واتخذتها منهاجاً ونبراساً.