د.عبدالعزيز الجار الله
أصبح اليوم الحوار مع النشيطين ومستخدمي التويتر من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والتعليم العام من الضرورات المهنية والمنهجية، بعد أن تغيّرت لغة الحوار ليس في التعليم، بل في كل شؤون الحياة، وبدأت ثقافة جديدة تتشكل عبر الإنترنت، لم تكن بالسابق موجدة، والتي تخضع لدليل إجرائي صلب، وأنماط تقليدية جامدة.
دكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى والمستشار الإعلامي ألقى محاضرة في جامعة شقراء يوم الاثنين الماضي وخاطب مجتمع الجامعة، خصوصاً الطلاب، حيث يبلغ تعداد الطلاب بالجامعة نحو (37) ألف طالب وطالبة، تحدث عن الحرية والمسؤولية في التواصل الاجتماعي، ولفت الأنظار إلى جانب مهم في حياتنا اليوم، وهو أن حياتنا موثقة بالصوت والصورة عبر مقاطع فيديو ستبقى لسنوات، ولا ندري مع التطور التقني ما سيحدث من تطوير.
وقال دكتور فايز الشهري إن المقاطع التي تقدم للضحك والتهريج بين الشباب قد تؤثر على مستقبل حياة الطلاب لأن ذاكرة اليوتيوب لا تمحوها، وطالب الأمس المهرج قد يكون على أبواب التخرج؛ إما: محاميًا، قاضيًا، ضابطًا، طبيبًا، مهندسًا، معلمًا.
بلاشك إن مثل هذا الطرح من دكتور الشهري سيزيد من المخاوف ليس على الطالب، وإنما حتى على الموظف والمجتمع بأكمله الذي بدأ يصور ويوثق نفسه، والبعض يوثق معاصيه والأخطاء والتجاوزات، المجتمعات أصبحت لا تتحفظ ولا (تداري) من حولها، وأسقطت بعض القيم والأخلاقيات وقانون العيب الاجتماعي، توثق على نفسها الإدانات غير مبالية بما يترتب عليها من تبيعات، فقد تندم عليها مستقبلاً في عالم إلكتروني يسجل ويوثق ويحفظ ويؤرشف كل المقاطع والصور ويعيدها ويسترجعها مرة أخرى.
علينا أن نتنبه ونفطن لأنفسنا ونحمي أطفالنا وأولادنا في سن المراهقة وجميع من يستحق الحماية من الصغار والمرضى، ومسلوبي الإرادة، ومن يعجز عن حماية نفسه، فهي أمانة ومسؤولية شخصية واجتماعية، وعلينا العمل على إيقاف هذه التجاوزات وحماية الأشخاص من أنفسهم وطيشهم، حتى لا يندموا مستقبلاً، ولا يصبحوا معطوبين ومكسورين من الداخل، يكبرون وهم يحملون تشوهاً وبقعاً سوداء في حياتهم، ونحن نريد مجتمعاً يتمتع بصحته الجسدية والنفسية السليمة.