ما يحدث حالياً في الرياضة السعودية من حراك رياضي ملحوظ أحدثه رئيس الهيئة العامة للشباب معالي المستشار تركي آل الشيخ، هو بمثابة بارقة أمل كبيرة في تصحيح أوضاع الأندية السعودية الإدارية والمالية التي تعج بالكثير من الفوضى والعشوائية والقرارات الارتجالية، وجعلها أندية أكثر تنظيماً واحترافية، ولاسيما ان الأندية السعودية مقبلة على الخصخصة التي لا مجال فيها للعشوائية والمحسوبيات والمجاملات نهائياً.
ما يقوم به رئيس الهيئة العامة للشباب معالي المستشار تركي آل الشيخ من إصدار قرارات متتالية وحازمة ضد العديد من مسئولي الأندية بدون تحديد يجب أن يقابل بدعم كبير من كافة الرياضيين وتحديداً من الإعلام، وهي قرارات تهدف إلى مصلحة الكرة السعودية، فمن غير المنطق ولا العقل أن تكون سلطة بعض الأندية أقوى من سلطة الاتحاد السعودي لكرة القدم، هذا التحول الغريب في موازين القوى لصالح الأندية ضد اتحاد اللعبة أحدث في رياضتنا العديد من المشاكل والفوضى، وجعلها تتأخر كثيراً في تطورها عن الأندية اليابانية والصينية التي فرضت سيطرتها على بطولة دوري أبطال آسيا في السنوات الأخيرة.
هذه القرارات الحازمة والقوية تتماشى بكل تأكيد مع سياسية الدولة ورؤية 2030 من خلال محاربة الفساد بكافة أوجه والضرب بيد من حديد.
ورغم قسوة وقوة القرارات التي صدرت مؤخراً على العديد من مسئولي الأندية بما فيها الأندية المسماة بالكبيرة، إلا أنها وجدت تأييداً كبيراً وواسعاً حتى من جماهير هذه الأندية نفسها، وهذا فيه دلالة كبيرة على أن الجميع يبحث عن العدل فقط وتطبيق النظام على أي شخص مهما كان مسماه أو مكانته الاجتماعية.
فشكراً من القلب يجب أن تقال للمستشار تركي آل الشيخ على شجاعته في اتخاذ مثل هذه القرارات التصحيحية والتي حملت رسالة واضحة للجميع انه ليس هناك أحد فوق النظام، فهناك مرجعية واضحة لجميع الأندية ولن يسمح لأي شخص بتجاوزها.
فمن اليوم هناك لوائح وأنظمة واضحة ويجب أن تطبق سواسية بدون استثناء بكل عدل وشفافية بعيداً عن قوة ونفوذ أي ناد، إذا كنا بالفعل نبحث عن منافسة شريفة وعادلة بين كافة الأندية.
الهلال وآسيا
أعتقد أن وصول الهلال إلى نهائي أكبر القارات أمر ليس بمستغرب أبدا. فالهلال أجزم انه سبق جميع الأندية السعودية في إنجازاته وبطولاته وكذلك سبقها بالاحترافية الكبيرة التي يدار بها من مسؤوليه وأصحاب القرار فيه، ولكي لا تتكرر صدمة مباراة سيدني في نهائي 2014 يجب على الهلاليين الاستفادة من درس تلك المباراة بغض النظر عن ما صاحبها من أخطاء متعمدة من الحكم الياباني نشيمورا.
فالتركيز يجب أن يكون من خلال دعم اللاعبين بكل قوة وتعزيز ثقتهم بقدراتهم وأنهم قادرون على كسب فريق اوراوا الياباني ذهاباً وإياباً بفضل ما يملكه الهلال من لاعبين مميزين، الهلال أصبح طرفا رسميا بالنهائي فلا مجال اليوم للنقد والبحث عن الأخطاء.
ودعم الجماهير الهلالية لفريقها يجب أن تكون البداية فيه من المنافسات المحلية، وذلك من خلال الحضور بكثافة كبيرة وهو خير دعم يقدم للاعبي الهلال بعد الوصول للنهائي الآسيوي، فالهلال يقاتل على أكثر من بطولة ولابد لجماهيره أن تدعمه لكي يحقق طموحاتها الكبيرة.
** **
- عبدالله العمري