رجاء العتيبي
ليس بالضرورة أن يكون الممثل الدرامي يجيد فن الكوميديا والتراجيديا على حد سواء, يكفي أن يكون بارعًا في أحدهما, أما لو كان بارعًا في الاثنتين فإنه يصبح ممثلاً استثنائيًا, وهذا قليل جدًا حتى على مستوى العالم.
أما أن يحدث لدى الممثل تحول كأن يشتهر كوميديان ثم يتحول بعد سنوات إلى ممثل تراجيدي أو العكس, فهذا أمر محفوف بالمخاطر, ولا يغامر بذلك إلى ممثل يثق بنفسه ولديه الموهبة الكافية, لأن الكثير فشلوا في أول قرارهم بالتحول.
هذه الأيام -تحديدا- بدأنا نرى موجة طغت على نجوم الكوميديا وهي تحولهم إلى الأعمال التراجيدية, يتمثل ذلك في عدد من الممثلين الكوميديين خوضهم تجربة الأعمال التراجيدية, وهو اتجاه لاحظه الكثيرون, فعلى سبيل المثال/ الممثل المصري محمد سعد في فيلم (الكنز) والممثل الكويتي حسين عبدالرضا -رحمه الله- في مسلسل (التنديل) والسعودي/ حسن عسيري في مسلسل (سعد وإخوانه) وغيرهم الكثير.
محمد العلي -رحمه الله- وناصر القصبي وعبد الله السدحان كان لهم تجارب قديمة ناجحة في الأعمال التراجيدية, يشهد بها مسلسل (القصر) إنتاج العام 1999 إخراج/ محمد عزيزية, ورجعوا مرة أخرى للأعمال الكوميدية وكانوا أكثر نجاحًا, ذلك يأتي تبعا لمواهبهم الأصيلة باعتبارها حالات استثنائية.
تحول الممثل الكوميدي إلى ممثل تراجيدي, أمر ليس بالسهل, لا على الممثل ذاته, ولا على الجمهور الذين لم يتعودوا على الممثل الكوميدي أن يكون تراجيديا, نسبة كبيرة فشلوا وفقدوا نسبة كبيرة من جماهيرهم, ولكن النجم الأصيل في موهبته يمكنه فعل ذلك.
وهذا التحول -الذي نشهده اليوم- يبدو أنه دفع الممثلين الكوميديين للتراجيديا دفعا, وليس خيارا, فعلى سبيل المثال تابعنا فشل محمد سعد في أعماله الكوميدية التي تلت (اللمبي) لدرجة أن بعض أفلامه الأخيرة ألغيت لقلة الحضور الجماهيري.
الأعمال الكوميدية وصلت في هذا الزمن إلى مرحلة باتت (تهريج) ومكررة وملها الجمهور, ولم يعد في الجعبة ما يشفع للممثل الكوميدي بالبقاء في هذا المجال, لذلك جاءت (موضة) الدخول في معترك الأعمال التراجيدية أمراً حتمياً وليس خياراً, تبعا للاتجاهات التي يشهدها الوسط الدرامي بين وفينة وأخرى, دعونا نرقب هذا الاتجاه ونرى من ينجح ومن يفشل.