«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
وقعت الهيئة العامة للرياضة برئاسة معالي المستشار تركي آل الشيخ مؤخراً عددا من الاتفاقيات مع هيئات رياضية لتطوير الرياضة السعودية، كما أن الهيئة تحركت في عدد من الجوانب الرياضية التي لم تقتصر على كرة القدم، إذ وقعت عددا من الاتفاقيات لاستضافة نهائي السوبر العالمي للملاكمة، كما وقعت على استضافة نهائي الشطرنج، ونهائي الدرون، ونهائي أبطال العالم لبطولة السيارات، ونهائي بطولة الشطرنج، كما وقعت مع الاسترالي جيمس كيتشينغ للعمل مستشاراً قانونياً لشؤون الرياضة.
هذا الحراك الرياضي في السعودية الايجابي وغير المسبوق، كان يحتاج لإيضاح التفاصيل، خاصة أن تلك الاتفاقيات لم تكن واضحة للوسط الرياضي بشكل عام، إذ إن البيانات الصادرة من الهيئة العامة للرياضة لم تذكر التفاصيل الكاملة، ولم يكن هنالك وضوح كاف وشامل، وأصبح بعض الرياضيين يتحدثون عن تلك الاتفاقيات بشيء من الحساسية لعدم إدراكهم التفاصيل التي يفترض أن توضح للوسط الرياضي.
الجزيرة وهي تشيد بهذا الحراك الرياضي من قبل هيئة الرياضة، تقدم أسئلة الوسط الرياضي الذي أصبح يتساءل عن تفاصيل تلك الاتفاقيات، فمثلاً: نحن نعلم ومتيقنون بأن هذه الاتفاقيات لم توقع إلا بعد دراسة وافية وكافية، وخرج المسؤولون بفوائد عظيمة لمثل هذه الاتفاقيات، ولكن الوسط الرياضي يحتاج للمزيد من الإيضاحات في هذا الجانب، فمثلاً: كيف ستتم الاتفاقية مع مانشستر يونايتد..!؟ وماذا سيقدم النادي الانجليزي العريق لتطويركرة القدم السعودية..!؟ أيضاً الاتفاقية مع رابطة الدوري الاسباني، وإنشاء أكاديميتين في الرياض وجدة، خطوة متقدمة وجبارة، ولكن متى سيبدأ الإنشاء، وما هي الخطوط العريضة للأكاديميتين..!؟ أيضاً ما فائدة إقامة نهائي السوبر العالمي للملاكمة، وما المردود الإيجابي على الرياضة السعودية..!؟ خاصة ونحن في السعودية لا يوجد لدينا اتحاد حرك في هذه الرياضة، كما أن استضافة نهائي العالم لبطولة الدرون ينطبق عليه ما ينطبق على سوبر الملاكمة، ونقيس بذلك على جل الاتفاقيات التي وقعتها هيئة الرياضة مع تلك المنظمات.
الجزيرة وهي تطرح تلك التساؤلات لفك الغموض، اتجهت لبعض المتخصصين والرياضيين لبحث هذه القضية.
في البداية أكد المتخصص في الاستثمار والاقتصاد محمد الفرج أن الرياضة باختلاف ألعابها ومسابقاتها من الأحداث التي يحرص الغالبية على متابعتها على المستوى العالمي وليس على المستوى المحلي فقط، فهي بالنسبة للجماهير تعتبر من الخيارات الأفضل إذا نظرنا لها من باب (الخيارات الترفيهية)، وهي كذلك من الخيارات الأفضل للشركات كفرصة إعلانية وتسويقية إذا نظرنا لها من جانب (الفرص التجارية)، وهي كذلك فرصة مهمة للدول لتحقق من خلالها الكثير من الأهداف مثل الترويج السياحي أو الانتعاش الاقتصادي وغيره من الأهداف، ولأهميتها للدول، نرى التنافس الشرس بين الدول لمحاولة الحصول على فرصة استضافة إحدى المناسبات الرياضية والجماهيرية مثل المنافسات على استضافة كأس العالم أو المسابقات الاولمبية».
وتابع:» بالنسبة للاتفاقيات التي وقعتها مؤخرا هيئة الرياضة، فالفائدة المتوقعة منها كبيرة، فهي تغطي جوانب الترفيه والفرص التجارية والاقتصادية، والأهم ما سيعود على الوطن من فوائد ايجابية من خلال عرض ثقافتنا وما يمتلكه الوطن من مخزون تاريخي عظيم وتميز بالمواقع السياحية والأثرية، وقد تميز معالي رئيس الهيئة المستشار تركي آل الشيخ، بتوقيع اتفاقيات رفيعة المستوى ومهمة جداً وبهدوء شديد، فاجأ المواطنين قبل أن يفاجئ العالم».
وأضاف:» بالنسبة للتوقيع مع اللاليقا الاسباني ونادي مانشستر يونايتد الانجليزي، فهي خطوة استراتيجية عميقة وعملية، فتوقيعه معهم مباشرة تدل على بعد نظر، ورغبة بسرعة التطوير. فصفقات مثل هذا النوع عادة تتم وفق النمط التقليدي والبيروقراطي والذي يعتمد على الوسطاء والدراسات والشركات الاستشارية والمفاوضات الطويلة، والتي تجاوزها آل الشيخ بخطوة واحدة فقط، وهي توقيع مذكرات التفاهم مباشرة ومن ثم البدء بمناقشة التفاصيل الدقيقة بين أعضاء فريق التفاوض من الطرفين، وعموماً إذا أردنا تطوير كرة القدم بالسعودية، فلن يكون لنا خيار أفضل من الاستفادة من الدوري الاسباني المهم، والاستفادة من التاريخ الإداري والاحترافي لنادي مانشستر يونايتد».
من جهته، تمنى المحامي والقانوني المعروف خالد أبو راشد لو كان التعاقد مع قانوني سعودي بدلاً عن القانوني الاسترالي جيمس كيتشينغ، وقال:» كنت أتمنى أن يكون التعاقد مع قانوني سعودي لأننا نملك في هذا التخصص كفاءات عالية».
وأضاف:» طالما أن هذا الخبير الاسترالي ليس له علاقة بالاتحاد السعودي لكرة القدم ولا لوائحه ولالجانه، وإنما الأمر يتعلق بهيئة الرياضة، وتطوير الرياضة في كافة جوانبها فهذه خطوة جيدة».
وتابع أبو راشد:» نحن نتمنى تفصيلا أكثر في عمل القانوني الاسترالي جيمس، فما هي الشؤون الرياضية التي كانت في بيان هيئة الرياضة، هل اتحاد القدم من بينها، لا يمكن لأن هذا تدخل في عمل اتحاد ما لم يطلب اتحاد القدم المشورة».
من جانبه أشاد المدرب الوطني بندر الأحمدي بالاتفاقيات التي وقعتها الهيئة العامة للرياضة مع بعض الهيئات الدولية، وقال:» ما تم الاتفاق عليه يعتبر فكرة وخطوة مميزة ومتقدمة للكرة السعودية، وهي تسعى لتأهيل جيل من الناشئين حتى يمارسوا كرة القدم بالشكل الصحيح، والاحتراف يبدأ من القاعدة، وما نشاهده حالياً من اتفاقيات أبرمتها هيئة الرياضة مع دول متقدمة في المجال الأكاديمي تحديداً في كرة القدم، مؤشر ايجابي، ويدل على الاهتمام، وسنرى أثر تلك الاتفاقيات مستقبلاً».
وأضاف الأحمدي:» أكاديمية أوليفر كان واضح مهامها، أما الجانب الآخر فإن الاتفاق لإنشاء أكاديميات فسوف تكون خاصة بكل مراكز اللعب، وسيكون فيها جانب تعليمي وتثقيفي وتربوي وتدريبي، وهذا من المؤكد بأنه سيكون موجود.