«الجزيرة» - علي الصحن:
حفلت جولة معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأخيرة بعدد من الاتفاقيات والقرارات التي من شأنها تطوير الرياضة السعودية، والدفع بها إلى فضاءات أرحب وفرص نجاحات أوسع، ولم تغفل هذه الاتفاقيات مجالات التسويق الرياضي، وتقديم اسم الرياضة السعودية لشريحة مختلفة من الرياضيين في ألعاب مختلفة وفي عوالم مختلفة أيضاً.
الاتفاقيات الأخيرة أكدت أن معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة يسابق الزمن، ويسعى لأن يطوي المسافات ويختصر العمل بعيداً عن قيود البيروقراطية وروتينها وهي أمور لا تتفق مع هذا الزمن الذي يسابق بعضه بعضاً، ويتطور بشكل متلاحق لا يترك فرصة للتفكير والتنظير واللجان.
عندما يوقع رئيس الهيئة العامة للرياضة اتفاقيات لاستضافة نهائيات بطولات العالم للسيارات، والدرون، والشطرنج، فهو لا يعني مجرد استضافة فقط وتسجيل حضور فقط، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، فاستضافة بطولات من هذا النوع لمنافسات ناشئة في الرياضة السعودية، لم يمض على تشكيل اتحاداتها أكثر من أسبوعين، يعني أن الهدف من التشكيل ليس مجرد إكمال منظومة الألعاب ثم تركها تواجه مصيرها حتى تتحول في النهاية إلى حبر على ورق، وإلى مجرد رقم في اللجنة الأولمبية السعودية، يعني أيضاً أن الهدف هو تطوير هذه النوعية من الألعاب وتقديم المواطن السعودي المهتم بها للعالم كمنافس بشكل مباشر، وليس لاعبا يشارك لمجرد المشاركة ثم يرحل مع بقية الراحلين تاركاً الموقع للاعب آخر دون أن يترك أثراً يخلده في صفحات التاريخ.
وعندما يوقع معاليه اتفاقية مع شركة كوموسا لاستضافة نهائي السوبر العالمي على كأس محمد علي كلاي للملاكمة، فهو يريد أن يخلد ذكرى النجم العالمي المسلم من جهة، ولكي ينقل اللعبة بأبطالها ونجومها العالميين إلى المملكة فيشاهدهم الناس مباشرة، وهو أمر من شأنه تطوير اللعبة في البلاد، وفي ذلك أيضاً أهداف تسويق واستثمار لا تخفى على كل متبصر ومتبحر في عالم الاستثمار الرياضي.
ويمثل توقيع معاليه اتفاقية مع رابطة لا ليغا الإسبانية تتضمن شراكة رعاية وتسويق وتأسيس أكاديميتين في الرياض وجدة، فالأمر يعني استمرار الحرص على المواهب وتطويرها وصقلها، واختيار الأفضل منها، وهو ما يعد امتداداً للجنة اكتشاف المواهب والمواليد وغيرها من اللجان التي يدور رحى عملها هذه الأيام وكل أمورها تبشر بخير يسر الشارع الرياضي ويسهم في تأسيس مختلف للكرة السعودية التي تعيش مرحلة مختلفة هذه الأيام، وهو أمر يدركه المتابعون في الداخل والخارج. ويأتي توقيع معاليه مذكرة تفاهم مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بهدف تطوير صناعة كرة القدم في المملكة ليؤكد أن كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولها حضور هام ومختلف في السعودية مقبلة على طفرة مختلفة في السعودية، خاصة في ظل ما يمثله النادي الانجليزي العريق من ثقل وأهمية وحضور على مستوى العالم، ومن المؤكد أن معاليه قد فاضل بين عدة أندية عالمية قبل التوقيع الرسمي، ومن المؤكد ان النادي الانجليزي سيكون شريك نجاح في صناعة كرة القدم السعودية، وتأسيس قواعد صلبة لها تعينها في قابل الأيام.
قرارات واتفاقيات معاليه كان من المهم أن تتوج بوجود قانوني رياضي متخصص في الشأن الرياضي العالمي، ويعرف كيف تدور الأمور في دهاليز الرياضة ومكاتبها، ويسهم في حماية الاتفاقيات ومنحها صبغة قانونية يجعلها غير قابلة للاستغلال أو التلاعب، إضافة إلى مراجعة اللوائح والأنظمة وتطويرها بما يتناسب ومستقبل رياضة المملكة، ورفع مستوى التنافس بها وهو ما أدركه رئيس هيئة الرياضة وهو يعلن تعيين الاسترالي جيمس كيتشينغ James Kitching مستشاراً قانونياً لشؤون الرياضة، وهو قانوني كما قالت الهيئة يملك سجلا مميزاً في الإشراف على غرف فض المنازعات الرياضية، وهو ما يشي بأنه إضافة حقيقية للشأن القانوني الرياضي السعودي.
إن الشارع الرياضي وهو يتابع هذه الاتفاقيات يدرك تماما أنها لن تكون مجرد حبر ساح على الورق ثم يختفي في أدراج المكاتب، هي تدرك أنها في زمن مختلف، وأن كل شيء سيصبح واقعاً بإذن الله في أسرع وقت بفضل الله، ثم بهمة الرجال الذين يتطلعون لرياضة مختلفة ومستقبل زاهر لرياضة ينتظرها الكثير، ويُنتظر منها الأكثر.