سلطان المهوس
ليس الأمر متعلقاً بالهرولة نحو الشعر «الأشقر» أو عدم الثقة بالكوادر السعودية، لكي أطالب بسرعة التفكير بالاستعانة بالأجانب القياديين والبناء من حيث انتهى «الناجحون» رياضياً، فمن الصعب جداً أن تستورد فكرة أو مشروعاً ضخماً دون أن يقوده «خبراؤه»، والمسألة هنا «مرحلية» لضمان أعلى مواصفات التنفيذ بعد تجارب محبطة لمشاريع وأحلام رياضية تم استنساخها من «الغرب» وماتت عند التنفيذ..
مشروع «الرياضيون النخبة» أنموذجاً..!!
كان من الخطأ التساهل بعملية خلق أجيال متخصصة بالشأن الإداري والفني رياضياً وإرسالهم للخارج، لذلك بقيت الساحة تسير بالمتطوعين بأوقاتهم وبذوي العقود المؤقتة والمعارين والأقربين من المسؤولين، حتى أصبح الوصول لمشروع رياضي متكامل أشبه بالمستحيل الأبدي..!!
اليوم هنا حراك جاد وقوي ومباشر يقوده معالي المستشار تركي آل الشيخ، الذي أعجبني حينما كسر التقليد العتيق القائم على ضياع الأموال لدى ما يسمّى شركات الدراسات التطويرية الفاشلة، ليتجه لمعقل التطوير بنفسه حيث إنجلترا، ليوقع أكثر من اتفاقية مباشرة - دون وسيط -، وهو الأمر المحفز والمطمئن للقيام بتنفيذ حقيقي للتطوير، بدلاً من رص الأوراق وهدر الأموال بلا أي مفعول !!
هذا الحراك يحتاج إلى قيادات تنفيذية خبيرة وهو ما نفتقده حالياً، وعلينا الاعتراف بذلك، فالخطوات الحالية لا تقبل أي نوع من البطء التنفيذي أو الارتجال أو الأفق القصير !!
في التدريب الرياضي والطب والهندسة والبنوك نستعين بالأجانب، ولن يكون غريباً أن يكون الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية - مثلاً - غير سعودي، وكذلك رئيس رابطة دوري المحترفين، فالمرحلة لا تحتمل البناء البطيء في ظل أحد أقوى الفرص التاريخية للارتقاء الذي يستوجب الدقة والثبات وضمان المخرجات.
نعم لدينا كفاءات سعودية واعدة أولمبياً وكروياً لكن للأسف كوادر شحيحة جداً، وعلينا أن نتذكر أنهم ضحايا الذين قبعوا بمناصب ظنوا أنهم سيخلدون فيها، ومنعوا أجيالاً عديدة من التعلُّم والممارسة والاحتكاك، لدرجة أنك تشاهد أحدهم رئيساً لاتحاد لعبة ورئيساً للجنة بداخل اتحاد آخر ومسؤولاً داخل مؤسسة رياضية!!!
نعم لقيادة الأجانب المميزين -حالياً- لمفاصل المشاريع الضخمة الطموحة، بالتزامن مع إحلال مدروس وتدريجي للكفاءات السعودية، والإسراع ببناء جيل يقود توزيعات الهياكل الوظيفية داخل كل كيان رياضي، لنصحو يوماً على أجمل بيئة ونودع بامتياز مزاجية مرحلة «القريب من العين قريب من القلب»..!!
لا وقت سوى لتحقيق «النجاح»..
علينا أن نضحي بمشاعرنا قليلاً..