عبدالله العجلان
الهيبة وقوة الشخصية من أهم عوامل نجاح القائد لأي منظومة أو فريق أو جهاز، وبدونهما لن تكون لقراراته قيمة، ولا لإدارته معنى أو تأثير. وكثيرون يملكون معظم مواصفات القيادة، ومع هذا لم يحققوا النجاح المأمول منهم بسبب ترددهم وضعف شخصيتهم، وانعكاس هذا على تقبُّل ومستوى تنفيذ واحترام قراراتهم..
معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ حقق هذه المعادلة، وبموجبها قدم نفسه كقائد قوي ومؤثر في مدة زمنية وجيزة، وفي وسط رياضي صاخب واسع ومتعدد الانتماءات والقناعات والأهواء، وأيضًا الأزمات الصعبة والمشكلات المعقدة، استطاع أن يفرض هيبته في التفاعل النشط مع الأحداث، وبالحراك المتسارع في تصحيح الأوضاع، والتعامل مع الكثير من الملفات الشائكة المعلقة. كما أن اتحاد الكرة استفاد منه، وشكَّل له دعمًا قويًّا في علاقته مع الأندية، وبالذات الجماهيرية النافذة..
الجميع لاحظ كيف تغيرت لغة الوعيد والتهديد لبعض مسؤولي الأندية، ومثلهم الإعلاميون الغوغائيون المرجفون، وكيف سادت الثقة بين الهيئة واتحاد الكرة من جهة والأندية ومنسوبيها والمحسوبين عليها من الجهة الأخرى. وغير هذا رأينا توقيع معالي رئيس الهيئة العديد من العقود والاتفاقيات والبرامج التطويرية الرياضية، وسرعة إنجازها وتفعيلها على أرض الواقع، إضافة إلى استضافة وتنظيم عدد من البطولات العالمية للألعاب المختلفة. وهذه مجتمعة لم تتحقق في سنة أو سنوات، وإنما في أقل من شهر؛ الأمر الذي يؤكد أن خلف هذه التحولات والتطورات الإيجابية اللافتة قيادة إدارية فذة مميزة..
الأكيد أن هذا التغيير لم يكن ليقنع ويحظى بارتياح غالبية الوسط الرياضي بكل مكوناته إلا لأنه اتسم بالحزم، وقبل ذلك بالعدل بين الجميع؛ فشكرًا لقائد التجديد والتطوير الرياضي الأستاذ تركي آل الشيخ، الذي أثبت بُعد نظر من طرح فيه الثقة، ومنحه مسؤولية هذا القطاع الشبابي الحيوي المهم. وفي هذا السياق نطالب الاتحادات والأندية والإعلام والجماهير بأن يكون لهم دور في التجاوب والتناغم مع توجهات وتحركات رئيس الهيئة، وتتويجها بالعمل والبذل والارتقاء. كل الدعوات لمعاليه بالتوفيق في إدارة رياضة وطن الخير والعز والشموخ..
إعلامنا الرياضي إلى أين؟
في التوجُّه ذاته، وفي شأن يتعلق بالإعلام الرياضي، ومثلما نجح آل الشيخ في غربلة وضبط أداء قطاع الرياضة، ولمزيد من الاستقرار، وتوفير أجواء إبداع صحية نقية، فإننا نتطلع إلى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد لاتخاذ الخطوات الإصلاحية نفسها تجاه المنابر الإعلامية المثيرة للتعصب والتوتر والاحتقان، التي ساهمت ليس فقط في عرقلة وإحباط مسيرتنا الرياضية بل في تشويه صورة مجتمعنا وثقافتنا، كما أنها لا تعكس الواقع الحقيقي لرياضتنا، وتحديدًا الكرة السعودية المتألقة من خلال المنتخب الأول المتأهل لنهائيات كأس العالم 2018 م في روسيا، وفريق الهلال المتأهل لنهائي دوري أبطال القارة الآسيوية..
هنالك أصوات وأقلام همها وهدفها تحقيق طموح الشهرة بأية طريقة كانت، عندها الغاية تبرر الوسيلة، تكذب، تتجنى، تفتري، تفبرك في برامج ومطبوعات باتت مصدر ترويج للضغينة والكراهية والتأزيم بين الجماهير السعودية.. وللأسف لا تدرك مدى خطورة ما تبثه من أفكار رديئة مؤذية ومزعجة لعقل وذائقة المتلقي، ومفسدة لأي تفوُّق ونجاح، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، كالهيئة واتحاد الكرة والأندية..
حتى لا تزداد الأمور سوءًا نأمل من معالي وزير الثقافة والإعلام التدخل، وسَن أنظمة صارمة على الأشخاص والقنوات والمطبوعات، وكل من تسول له نفسه العبث والتطاول وتجاوز حدود النقد والمهنية والآداب العامة.