الكثير من الناس.. وكذلك وكالات الأنباء العربية والإسلامية والعالمية.. الجميع يتحدثون حتى الآن.. عن موسم حج عام 1438هـ.. وعن الأعداد الكبيرة التي توافدت على الديار المقدسة.. لأداء شعيرة الحج هذه الأعداد الهائلة.. وهذه الزيادة الكبيرة في مجموع عدد الحجاج الوافدين من خارج المملكة.. وكذا الذين أدوا الفريضة من داخل المملكة.. مواطنين وغيرهم.. لقد كان هذا الموسم.. وبحمد الله وتوفيقه من أنجح المواسم.. فلقد نجحت المملكة وأجهزتها العاملة في خدمة الحجاج.. لقد نجحت نجاحاً كبيراً.. وأعطت الدليل المادي لأولئك الحاقدين والمغرضين.. وأعطت الدليل المادي على قدرتها على مقابلة كافة الظروف.. والتغلب عليها.. أثبتت بلادنا أنها كانت ومازالت وستظل بإذن الله الدولة المعطاء التي وهبت نفسها.. وكرست جهودها لخدمة الحرمين الشريفين.. والسهر على راحة ضيوف الرحمن.. لأن هذه المهمة التي تضطلع بها حكومة وشعب المملكة.. شرف عظيم لهذه البلاد وحكومتها وكافة مواطنيها.
لهذا فلا غرابة أن نجد خادم الحرمين الشريفين.. وسمو ولي عهده.. وسمو وزير الداخلية.. لا غرابة أن نجدهم على رأس المسؤولين في المشاعر للإشراف والسهر على راحة الحجاج.. وتسهيل أدائهم لنسكهم في أمن وسهولة وراحة بال.
إنها إرادة الله جلت قدرته.. حيث شرف هذه البلاد بهذا العمل الإسلامي.. فالدولة تسخر كافة إمكاناتها المادية والبشرية في سبيل الاضطلاع بهذا الواجب الديني الذي يشعر كل مسؤول ومواطن في هذا البلد المضياف أنه هو المسؤول قبل غيره عن خدمة الحجاج.. والسهر على راحتهم..
إن إقامة مدينة سكانها يربون على المليوني نسمة بكافة مرافقها من سكن وماء وغذاء.. وخدمات هاتفية حديثة وطرق واسعة وكهرباء.. ومستشفيات ومستوصفات.. وأجهزة أمن مخلصة وواعية تحرص على خدمة الحاج وأمنه وسلامته وحماية سكنه من الحوادث والحرائق التي كثيراً ما تحدث في تجمع مثل هذا التجمع الكبير.
أقول إن إقامة مدينة مكتملة المرافق في أيام محددة لا تتجاوز عدد أصابع اليدين.. تعد من الأمور المعجزة.. والملفتة للنظر.. لكن الله سبحانه وتعالى قد أعان حكومتنا الرشيدة على ذلك لصدق نيتها وإخلاصها العمل لوجه الله.. ولبذلها السخي في هذا المجال.. فهي ترصد في ميزانيتها سنوياً مئات الملايين من الريالات.. تبتغي بذلك رضا الله سبحانه وتعالى.
ولهذا فقد انتهى موسم الحج.. ونجح نجاحاً باهراً.. وقديماً قيل.. (الحق ما شهدت به الأعداء) فنحمد الله على توفيقه وهذا من فضل ربي علينا وتوفيقه..
قف عند مكة:
من شعر الأستاذ فؤاد عمر سليمان:
قف عند مكة إن فاتتك نعماء
يا عاثر الحظ أو مستك ضراء
قد ينضب النيل يوماً والفرات معاً
وبير زمزم غداق ورواء
بير القداسة مازالت عجائبه
لها دوي بدنيانا وأصداء
من بين رمل تلظى كالسعير ندى
ماء الحياة لطفل فاته الماء
** **
- وكيل إمارة منطقة القصيم وعضو مجلس منطقة الرياض سابقاً