«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
عقد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السيد ريكس تيلرسون مؤتمرا صحفياً في قاعدة الملك سلمان الجوية بمدينة الرياض، تحدث فيه الجانبان عن علاقات البلدين وقضايا الشرق الأوسط وتهديدات إيران والأزمة القطرية والوضع في العراق وسوريا واليمن، حيث رحب معالي الوزير الجبير بنظيره الأمريكي وقال: إن معاليه عقد اجتماعاً مطولاً مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بحث عددا من القضايا الهامة في منطقة الشرق الأوسط ومسيرة السلام والوضع في سوريا وتهديدات إيران لأمن دول المنطقة، كما تم بحث الوضع في اليمن والأزمة القطرية مع دول الخليج وجمهورية مصر بالإضافة إلى بحث موضوع مواجهة التطرف في المنطقة.
وقال الجبير: إن وجهات النظر بين البلدين كانت متطابقة في كافة القضايا، كما كانت فرصة حيث تم بحث موضوع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية وأثرها على السلم والسلام في العالم حيث أكد الطرفان على أنه لا بد من حل هذه القضايا لأنها لا تخدم أهداف السلام وأن هذه التحركات الكورية والاستفزازات يجب أن تتوقف.
وأضاف الجبير بأن علاقات البلدين علاقات قوية وراسخة في كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية مرحباً بمعالي الوزير والوفد المرافق له.
من جانبه قال معالي وزير الخارجية الأمريكي: إن هذه الزيارات التي أقوم بها إلى المملكة منذ أن توليت منصبي هي لتعزيز علاقات البلدين موضحاً بأن حضوري لهذه الجلسة الافتتاحية للمجلس السعودي العراقي الذي تم تأسيسه بين البلدين سوف يفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين، وهذا مهم جداً أن تكون العلاقات قوية من أجل استقرار المنطقة وشعبها ونحن نفتقد بأن العراق يتطلع إلى مثل هذا التعاون وهذه الشراكة، ومثل هذه العلاقات والمستقبل لأن العراق يتطلع إلى أن يكون لديه اقتصاد قوي ومستقر، ونحن نؤيد هذا التوجه ونقدر هذه الخطوة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية لإعطائي هذا الوقت للتباحث والنقاش في هذه القضايا الهامة، وحضور هذه الاجتماعات، وكان هناك تبادل في آراء هامة في قيام هذا المجلس التنسيقي بين البلدين وفتح صفحة جديدة بين البلدين، وهذا هو أمر مهم جداً للعراق والسعودية لاستقرار المنطقة ومستقبل البلدين ومقاومة أي نفوذ خارجي، وهذا يتطلب إصلاح وبناء العلاقات التاريخية بين المملكة والعراق وبين العراق وجيرانه العرب التي شهدت على مدى عقدين انقطاعا وفتورا في العلاقات بسبب الصراع، ومشاركتنا يجب أن تكون هناك علاقات قوية بين السنة والشيعة والأكراد والطوائف الأخرى حتى يكون هناك استقرار في العراق ودمجهم مع جيرانهم العرب.. وهذا التعاون والتنسيق سوف يكون مفيدا جداً للسعودية ومن خلال رؤية المملكة 2030 لتنوع الاقتصاد وفرص جديدة لمثل هذا التعاون بين البلدان كافة.
وأضاف الوزير الأمريكي بأن لقاءنا مع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ناقشنا فيه مطولاً السياسة الجديدة للرئيس الأمريكي تجاه إيران وما تمثله من تهديد لدول المنطقة وأن الملك سلمان صادق على هذه السياسة ورؤية الرئيس الأمريكي حول ما تشكله إيران من مخاطر.. ومكافحة تصرفات وسلوك إيران في المنطقة، كما أن الرئيس ترامب قال: إن من يعمل أعمالا تجارية مع الحرس الثوري من الشركات الأوروبية وغيرها من الشركات في العالم عليهم أن يتحملوا المخاطر الكبيرة.. هذه الشركات والدول عليها أن تشارك وتؤسس بنية جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية لوضع عقوبات جديدة على الحرس الثوري الذي هو سبب في زعزعة الاستقرار في المنطقة.. وعبث في خلق دمار في سوريا واليمن.. كما أوضح السيد تيلرسون بأنه خلال هذه اللقاءات ناقشنا الوضع في اليمن وسوريا ومشكلة قطر مع المجموعة الخليجية ومصر وعدد من القضايا، كما ناقشنا الخطر الكبير الذي تقوم به كوريا الشمالية ونحن قلقون من هذا الوضع.. والولايات المتحدة تتطلع إلى تفعيل قمة الرياض وما دار فيها والتي حضرها الرئيس وما نتج عنها من القرارات الهامة.. والتي يتوجب علينا متابعتها.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي بأن كل هذه الأمور التي تم بحثها مع قيادة المملكة تؤكد على علاقات البلدين القوية في كافة المجالات والتزامها بأمن واستقرار المنطقة.. وتواجدنا بصورة مكثفة دليل على التشاور وجلب مزيد من الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب والتطرف ولدينا شراكة قوية مع السعوديين في كافة المجالات.
وحول سؤال لوزير خارجية أمريكا هل مجلس التنسيق السعودي العراقي لمكافحة النفوذ الإيراني؟
قال من مصلحة العراق أن يتطلع إلى بناء مستقبل مشرق وإعطاء فرصة للعراق أ ن يقف على رجليه ويتطلع إلى اقتصاد ومشروعات تخدم البلد والشعب وهي أمر ضروري لإعادة بناء هذا البلد ووضعه في مكان جيد مع الدول المجاورة.. ونحن ندعم العراق كبلد كما نؤيد ما يقوم به الملك سلمان من جهد لجعل العراق بلدا مستقرا وآمنا ولديه القدرة للوقوف على رجليه بعيداً عن الصراعات، ونحن نؤمن بأن مثل هذا التوجه سوف يحارب النفوذ السلبي لإيران في العراق والمليشيات الإيرانية المتواجدة في العراق، وننتهي من الحرب على داعش كما يجب على المقاتلين الأجانب المتواجدين في العراق أن يخرجوا وأن يسمح لأهل البلد الذين حرروا مناطقهم أن يعيدوا بناء بلدهم ويعيشوا في أمن واستقرار وإعادة بناء حياتهم بمساعدة جيرانهم وهذه الاتفاقية التي بين البلدين سوف تعزز استقرار العراق وشعب العراق.
وعلق الوزير الجبير أنا أتفق مع ما قاله الوزير الأمريكي.. المملكة والعراق لديهم علاقات جغرافية وتاريخية وعائلية واقتصادية ونحن نتشارك في حدود طويلة وهم منتجون للنفط وهم عرب، من هنا لا بد أن تكون هناك علاقات متينة بين البلدين.. لسوء الحظ كانت هناك حكومة عراقية لم تكن صديقة للسعودية وغزو صدام للكويت.. لذلك جاءت هذه الحكومة ولديها إرادة قوية بأن يكون العراق مع المنظومة العربية ومع الاستقرار ومع بناء مستقبل جديد. ولا شك بأن هناك علاقات قبلية وأسرية وعلاقات أخوية بين الشعبين لا بد أن تستمر، والعراق مهم جداً للمملكة ولكل عربي ومسلم يفتخر بالأمبراطورية العباسية التي ازدهرت في هذا البلد.. وسنعمل بصورة يعيد العراق إلى عالمه العربي.
وحول سؤال لوزير الخارجية الأمريكية عن الأزمة القطرية؟ أجاب قائلاً الولايات المتحدة لها علاقات قوية مع دول المجلس التعاون والولايات المتحدة تعمل على أمن واستقرار هذه الدول من الناحية الأمنية.. والاقتصادية.
نحن نتأمل بأن بإمكان الأطراف أن تدخل في حوار لحل هذه الخلافات وتعيد وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، هذه المنطقة القوية تقوم بعمل مهم في العالم وإسهامها في تحقيق الاستقرار في المنطقة، ونتطلع إلى أن يسمح هذا المسار في حل خلافاتهم وأن يكون مجلس التعاو كما كان عليه من قبل.
وحول المشاركة في القمة الخليجية على ضوء زيارة أمير الكويت رد الجبير قائلاً المشاورات بين دول مجلس التعاون الخليجي لا زالت قائمة.