د.عبدالعزيز الجار الله
القطارات هي الخيار الإستراتيجي لنا، لأن بلادنا لا يمكن أن تسرع في أنماطها الاجتماعية والوتيرة الاقتصادية والتنقلات بين المناطق والمدن إلا من خلال شبكات قطارات ضخمة تتحرك داخل مساحة تقدر بـ(2) مليون كيلومتر مربع، رغم التحديات والعوامل العديدة منها: عامل جيولوجي وجغرافي وديمغرافي.
بنية جيولوجية مركبة ومعقدة هي درع عربي صخوره نارية صلدة وغطاء رسوبي صخوره رملية، وظواهر جغرافية متباينة ما بين الجبال والكثبان والأودية، وديمغرافي سكاني حيث أنماط الاستيطان تقوم على انتشار المدن والقرى على مسافات متباعدة.
إذا عدنا لآخر قطار تم تشغيله بالمملكة قطار سار الرياض - المجمعة - القصيم، يكشف لنا مسار القطار مروره عبر بيئات صعبة التركيب أجبرت خطوط السكة الحديدية على دفع الميزانيات للإنشاء والصيانة والحماية، فطريق الرياض -المجمعة - القصيم يخترق بيئات متباينة على النحو التالي:
محطة الرياض: تقع جنوب مطار الملك خالد وشرق جامعة نورة يتجه المسار شمالاً فيما بين رمال عرق بنبان الممتدة من عرق الرمثة من الشرق ومطار الملك خالد من الغرب، ثم يجتاز بلدة بنبان التي تقع بالقرب من سكة الحديد، ثم يتجه شمالاً فيما بين عرق رمال الرمثية وطريق الرياض - القصيم السريع، ثم يحاذي بلدة الخاتلة وقور (تلال) الحسي من الغرب، ثم يتقاطع مساره مع مجرى وادي العتش ثم مجرى وادي سدير محاذياً قارة (خزة) من الشرق ومسار طريق القصيم من الغرب عبر مجرى وادي (المياه) أحد روافد وادي العتش ماراً بمدينة سدير الصناعية وهي إحدى محطات قطار سار، أي المحطة الثانية بعد محطة الرياض، ومحاذياً مراكز سدير منها: عشيرة، عودة سدير، وحوطة سدير، والداخلة، وجلاجل من الغرب، ومرتفعات مجزل من الشرق حتى يصل محطة المجمعة.
فالأودية ليست أخدودية لكنها ضحلة قريبة من السطح وعريضة وجارفة، كما أن كثبان الرمال متحركة تغطي في حالات كثيرة سكة القطار، أيضاً تمر السكة عبر منخفضات ورياض عشبية رعوية تهدد فيه المواشي وسيارات الرعاة والسكان - تهدد - عربات القطار، لذا يحتاج الطريق إلى صيانة وحماية ورقابة مستمرة.