سعد بن عبدالقادر القويعي
تأكيد هيئة كبار العلماء على أن: «البعض يعتقد أن خلافنا مع الإخوان المسلمين في مسائل محددة، ومعدودة، وهذا ليس بصحيح؛ فالخلاف معهم في المنهج قبل أن يكون في المسائل»، هو تأكيد على أن منهجهم الباطل الذي ابتدع لهم فيه من الأخطاء، والانحرافات التي وردت في منهج جماعة الإخوان المسلمين، التي هي في أصول الدين، وفروعه، وأنها من البدع الكبرى التي تـُضاد، وتنافي بعض أصول الدين، التي أساسها التوحيد، - وكذلك - تـُنـَافي بعض فروع الدين. الذي لا يعرف طرائق القوم - في تقديري - فقد ضل في دهاليز التقية، وفقه المراحل الباطني، خصوصًا أنها استغلت فراغ السلطة بفرض سيطرتها، وتعاليمها الإسلاموية على المجتمعات؛ من أجل أن تتحول بعد ذلك إلى مركز للحوكمة، والتسلط عليها، وهو قريب من المنهج الميكافيلي، والقائم على أن: «الغاية تبرر الوسيلة».
جماعة الإخوان المسلمين لا تُعنى كثيرًا بنشر عقيدة السلف، والدعوة إلى التوحيد الخالص، ولا بالتحذير من البدع، والشركيات المنتشرة، بل شابهت جماعة الإخوان الفرقة الصوفية - الأم -؛ فتجدهم يغلون في -المؤسس- حسن البنا، وفي زعماء الجماعة، والطاعة المطلقة لهم بلا مناقشة، ودون رد كلامهم، وضلالاتهم إلى شرع الله تعالى. كما أن حسن البنا أخذ البيعة الموجودة عند الصوفية، ووضعها ضمن دعوته في الجماعة الضالة التي أنشأها، إضافة إلى وقوعهم في جملة من الأخطاء في هذا الباب، كالطعن في الأنبياء، والقول بوحدة الوجود، وبدعة التأويل، ووحدة الأديان، والطعن في الصحابة، والخروج على الحكام، وتكفير المجتمعات الإسلامية.
في المقابل، فإن منهج الإخوان المسلمين تجاه الثورة الإيرانية كان منسجمًا مع تاريخها الممتد منذ تأسيسها على يد حسن البنا، التي اشتعلت مع مطلع عام 1978، وانتهت مع مطلع عام 1979 بتولي الخميني السلطة في إيران؛ ليصف الإخوان المسلمين الثورة الإيرانية بأنها روح الأمة المسلمة على طول المحور الممتد من طنجة إلى جاكرتا، بل خلص تقرير نشره معهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، إلى أن العلاقة بين إيران الصفوية، والإخوان المسلمين من شأنها زيادة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وأن يكون لطهران كلمة نافذة في الدول العربية، وهو ما أكَّده مهدي خلجي -الزميل الزائر بالمعهد-، بأنه على الرغم من غياب علاقات تنظيمية قوية بين جماعة «الإخوان» في مصر، وطهران، إلا أنه كان للجماعة دور في إعادة بعث الروح الإسلامية في طهران قبل قيام «الثورة الإسلامية» في عام 1979، وأشار إلى التعاون بين أقطاب الجماعة في مصر، وأقطاب الشيعة «الأصوليين» في طهران.
في خضم تطورات صاخبة، وأحداث متلاحقة، فإن انخراط الإخوان المسلمين في ميادين السياسة، وسعيهم إلى السلطة، أو للتأثير بالسلطة وفق أيديولوجيتهم، واستعانتهم بقوى مختلفة أجنبية، والعمل لحساب هذه الجهات التي تقوم بتنفيذ مصالحها الخاصة، كان كالباب الخلفي الذي تسللت منه المناهج الضالة إلى المسلمين. وهي قصة مشبعة بالتفاصيل، أنتجت شخصيات مشوهة، وعقولاً منحرفة، ونفوسًا مريضة، تؤثر ما عند الناس على ما عند الله، وتقدم الجماعة على الأمة، والتنظيم على الوطن، وتقدس القيادة، ولا تسائلها، ولا تحاسبها، وتلغي العقول، وتعمي العيون، وتلغي الشورى، أو تجعلها شكلية، أو بالتمرير، وتبرر الفردية، والتسلط، وتلغي المحاسبة، وتختلق الأعذار للمخطئين، وتطوع النصوص لخدمة مصالحها، وتزور التاريخ، وتطمس حقائقه، وأحداثه؛ للتغطية على أخطائها، وتحيط نفسها بهالات مصطنعة، وتضفي عليها شيئًا من القدسية، والاستعلاء، وهو ما يؤكده - إعلاميهم الإخواني المشهور - أحمد منصور.