صيغة الشمري
مع تقدم المد الحضاري والتطور التكنولوجي الهائل واقتراب العالم ليصبح قرية صغيرة بالفعل أصبحت جميع الخبرات في متناول اليد، دقائق من البحث تمنحك خبرات الحد الأدنى لتلافي الكثير من أخطاء وقع بها قبلك أو اكتساب خبرات حققها آخرون في المجال الذي تريد، مد حضاري منقطع النظير كنا نأمل معه أن شعور بعض القطاع الخاص يزدهر تجاه المسؤولية الاجتماعية، لا أن يتردى بهذا الشكل المخجل، بشكل يكشف أن بعض هؤلاء التجار لا يجهل مسؤوليته تجاه مجتمعه بل ينظر لها بجحود مع سبق الإصرار والترصد، وليتها وقفت عن حد الجحود والنكران، بل تعدت ذلك لمحاولة التحايل عليه لدرجه تشبه الاحتيال، في حين ينظر التاجر الإنسان إلى مجتمعه نظرة امتنان وشعور بالفضل والعرفان، لأنه ببساطة هو المجتمع الذي جعله غنيا - بعد الله- ويكبر حجم الحسرة عندما يكون هذا التاجر مسلماً ويتنصل من مسؤوليته الاجتماعية تجاه مجتمعه، حيث إنّ من أهم شروط المسلم الحق هو يقينه بأن المال هو مال الله مع ضمير حي يدفعه لإخراج زكاته وصدقاته منه دون مطاردات من مصلحة الزكاة والدخل لأن المصلحة الكبرى هي مع الله في التزام أوامره في ماله، الضحك على المجتمع عبر إعلانات كاذبة أو مبالغ فيها جريمة إنسانية قبل أن تكون جريمة قانونية، الكذب والتزوير والتدليس في الدعاية والإعلان في سبيل تحقيق الانتشار أو تحقيق زيادة مبيعات لايسمح بها أي قانون في الدنيا، والرسالة الإعلانية التي تبنى على الكذب هي باطلة ولن تحقق سوى نتائج باطلة، استغفال الناس وإيهامهم في إعلان كاذب جريمة بحق المجتمع وضرب للأخلاق والقيم سواء بحق المواطنين أو المنافسين لأن الأصل في كل شيء هو الصدق وعدم الكذب، انفلات الضوابط في منصات التواصل الاجتماعي لا يجب أن يؤدي إلى انفلات الضوابط الأخلاقية في التسويق التجاري عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا أدري كيف يفكر هؤلاء الذين يديرون الاتصال المؤسسي في هذه المنشآت التجارية التي تضحك على العملاء عبر حكاية (حوش) أو (شقة) تمنح لصاحبها مارد مصباح علاء الدين بل إن المارد لا يلبي إلا ما تطلب منه ولكن مارد الدعايات المزورة يلبي لك دون أن تطلب، تمنيت أن تتدخل حماية المستهلك لتوقف هذا العبث الغبي الذي يضر بسمعتنا ويضر بمجتمعنا لأنه باختصار: كذب، وهل هناك جريمة أكبر من الكذب؟!