«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
أعلنت الهيئة العامة للرياضة من ضمن قراراتها الإيجابية رفع مكافأة حكام الدوري السعودي لتصل لـ10 آلاف ريال عن كل مباراة يديرونها بعد أن كانت مكافآتهم لا تصل لنصف هذا المبلغ، وهذه الخطوة الموفقة من قبل رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ تستحق التصفيق، فالحكام سابقاً وحالياً يعانون من قصور المادة، وعدم استلامها في وقتها، ولكن هنالك أمر وقفت عليه بنفسي كمحرر ميداني، ويجب معالجته حتى لا يستفحل ويكبر مع الأيام.
سابقاً.. كنت أقف مع الحكام في كل صغيرة وكبيرة، وأدعمهم وأثق بهم، رغم كل مايقال عنهم، وكانوا بالنسبة لي محل ثقة، واعذرهم في بعض تصرفاتهم، ولكن مامر علي من تجربة يجعلني أقف على الحياد، بل أكاد لا أثق فيهم، فبعض حكامنا ومع كل أسف يعانون من «الغرور»، ويرون أنفسهم «نجوم» فوق العادة، وهذا مايجعلهم في جل مبارياتنا يتصادمون مع «النجوم الحقيقيين» ألا وهم اللاعبون، وذلك لسحب الأضواء إليهم، مما يشتت أذهانهم، ويخطؤون في المباريات التي يديرونها، كما كنا نسمع عن عدة مشاكل ناتجة عن تصادم حكام مع إداريين وغيرهم، وهذه ناتجة عن غرور، إذ يعتقد الحكم بأنه في المباراة فوق الجميع، ولا يحق لأحد التحدث معه، ومع كل أسف أن هذه القاعدة أصبحت نظاما في حياته!
حكامنا يعانون من جنون العظمة، ومن غرور ليس في محله، ولا يملكون أسلوبا جيدا للتفاهم، ولذلك نجدهم يتصادمون مع اللاعبين، ويتصادمون مع الإداريين ورؤساء الأندية، فمن يبلغهم بأن هذا الأسلوب لن يذهب بهم بعيداً، وسوف يسقطون قريباً، فهم إن اعتقدوا بأنهم نجوم إلا أن الوسط الرياضي لا يعترف بنجوميتهم مالم يثبتوا أنفسهم داخل وخارج المستطيل الأخضر، وقبل ذلك يجب أن يتحلوا بالأخلاق الحميدة التي أوصى عليها نبي الهدى والسلام، ومن بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
أخيراً.. نتمنى تدخل المسؤولين لتنبيه الحكام حيال أسلوبهم وتعاطيهم مع الغير وخاصة اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، أو حتى الإداريين، فكل مانشاهده حالياً وبعد تجربة شخصية أحيله بسبب الحكام الغارقين في أحلام النجومية وبغرور لا يليق بالمسلم الموصى من نبيه بالأخلاق والتواضع.