«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
صديق عزيز دعاني ومجموعة من الأصدقاء إلى وجبة عشاء، وكانت الوجبة نستطيع أن نقول إنها (وجبة منزلية) ومن إعداد سيدات وفتيات مواطنات يعملن من منازلهن.. والإطلالة لهذا اليوم ليست عن هذه الظاهرة المتميزة فربما نتناولها في إطلالة لاحقة. لكنها عن (الكشمش) أو العنب المجفف الزبيب المجفف الذي كان متناثراً حول الدجاج المحشو بالمكسرات والكشمش.. مما أثار إعجاب المدعوين الذين راحوا يتذكرون بالخير طبخ أمهاتهم وزوجاتهم فيما مضى من زمن عندما كانت الأمهات والبنات يقضين بعضاً من وقتهن داخل المطابخ، فكانت المأكولات لها طعم ومذاق خاص، بل تكاد تشعر بنفس الأم أو الابنة أو حتى الأخت.. فكم واحد منا وعلى الأخص إذا غاب عن بيتهم خلال سفر أو مهمة اشتاق لأكل والدته أو زوجته أو حتى شقيقته. وكانت أطباق الطعام في الغداء أو العشاء تتزين ببعض المكسرات والزبيب وحب الرمان، خصوصاً في بعض «الطبخات» الخاصة التي تتزين (بالكشمش) أو كما هو معروف على مستوى العالم بالزبيب المجفف والزبيب الأسود والأبيض أو العنب المُجفف، يتم إنتاجه وتصنيعه في مناطق كثيرة من العالم كالولايات المتحدة الأمريكية والأردن وأستراليا والأرجنتين واليونان وجنوب أفريقيا، يتم تصنيعه من نبات العنب، ويتم اختيار العنب الحلو السُكري الذي يكون لُبه مُتماسكاً، والعنب الأبيض من أفضل أنواع العنب التي تُستخدم لتصنيع وإنتاج الزبيب، ويمتاز الزبيب بقشرته الرقيقة ومذاقه الرائع ويتكون الزبيب من السُكريات بنسبة 90 في المائة من مكوناته، وكان الزبيب المجفف في الماضي يتوافر بالأحساء من خلال إنتاج مزارعها (البساتين)، وكانت بعض الأسر، خصوصاً في بعض القرى، يقوم أصحابها من الفلاحين بتجفيف العنب، خاصة النوع الأسود، وكان يتميز بصغر حجمه عن غيره من أنواع العنب التي تزرع في مناطق أخرى بالمملكة، لكن العنب الحساوي الأسود كان له مذاق وطعم خاص قمة في الحلاوة.. وتعتبر عملية تجفيف العنب في العديد من الدول المنتجة للعنب كما في الشام والأردن وإيران والصين والعديد من دول العالم، خاصة شرق آسيا، تجارة مربحة وذات عائد اقتصادي كبير.. ويشير أحد المواقع الشهيرة
«تسعة» إلى كيفية تجفيف العنب وتحويله إلى زبيب «كشمش»، فالعملية بسيطة وتتم بعد اختيار وشراء كمية العنب المطلوب تجفيفها أو صناعة الزبيب منها.. يجب غسلها جيداً بالماء البارد لتخليص العنب من الأوساخ أو الأتربة العالقة به، وبعد تصفيته جيداً من الماء يتم فرط العنب وفرشه على الصواني أو مفارش من البلاستيك فوق قماش نظيف أو ورق، بشرط عدم تكديس العنب فوق بعضه، ويتم وضعه في مكان جيد التهوية، معرّض للشمس المباشرة بعد تغطيته بقطعة كبيرة من الشاش حتى لا يتعرض للحشرات أو الأتربة، وتتراوح مدة تجفيف العنب من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، حسب حجم حبات العنب وشدة حرارة الشمس، وبعد جفاف العنب تماماً يتم جمعها في الأواني بعد تنظيفها بقطعة من القماش النظيف، ثم فرك العنب بقليل من الزيوت النباتية حتى تحافظ على لمعان الزبيب وبريقه الجذاب، كما تفيد الزيوت في منع التصاق الحبات مع بعضها من خلال فرك الزبيب باليدين بعد وضع قطرات من الزيوت النباتية عليها، وبعد ذلك يتم تعبئة الزبيب في أكياس من البلاستيك أو علب البلاستيك أو علب من الزجاج بعد تعقيمها وإحكام غلقها ويتم حفظها في الثلاجة أو في مكان جاف، وتعد صناعة الزبيب بهذه الطريقة من أفضل الطرق للحصول على الزبيب الصحي الذي يحتفظ بقيمته الغذائية العالية المفيدة للإنسان سواء للاستخدام المنزلي أو كمشروع تجاري مربح.
هذا ويتوافر في مختلف أسواق المملكة أنواع مختلفة من «الكشمش»، بل إنك تجده معبأ في عبوات مختلفة، أو يباع بالوزن لدى باعة المواد الغذائية والمكسرات.. وماذا بعد، تشير العديد من المواقع العالمية إلى فوائد كثيرة للعنب المجفف «الكشمش».