«الجزيرة» - سفر السالم:
أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، أن ما يجمع بين المملكة والعراق اليوم، العديد من عوامل التكامل الاقتصادي والقدرات الكامنة في كلا البلدين، كالثروة البشرية، الموقع الجغرافي الاستراتيجي، موارد الطاقة والمياه، الثروات الطبيعية المعدنية والزراعية، القدرات الصناعية المتميزة، الجودة العالية لمنتجاتهما، والإمكانات السياحية، بما في ذلك مواسم الحج والعمرة والزيارة.
ونوّه إلى أن استثمار هذه العوامل يتيح الارتقاء بالتعاون بين البلدين إلى آفاق غير مسبوقة، خاصة في ضوء ما يوجهنا به دائماً، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- من تسخير أسواق المملكة وقدراتها وخبراتها لتكون عنصراً فاعلاً في خدمة العراق وشعبه العزيز، والعمل، كجهات تنفيذية، على تيسير الإجراءات المتعلقة بحركة السلع والخدمات، وإزالة القيود التي تحد من ذلك، ووضع الاتفاقيات الكفيلة بتوفير الحماية وحفظ الحقوق والترتيبات الضريبية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حضوره افتتاح فعاليات الدورة الـ44 لمعرض بغداد الدولي بمشاركة 18 دولة و400 شركة محلية ودولية، تحت شعار «حررنا أرضنا وبتعاونكم نبنيها»، والذي دشنه وزير التجارة العراقي سلمان الجميلي، وينظم خلال الفترة من 21 إلى 30 من الشهر الجاري، بحضور القائم بأعمال سفارة المملكة لدى العراق عبدالعزيز الشمري، أمين عام هيئة تنمية الصادرات السعودية صالح السلمي، ومحافظ بغداد هاشم محمد حاتم، وعدد من المسؤولين.
وأعرب المهندس الفالح عن سروره بوجوده في بلده الثاني العراق، العريق بحضارته والعظيم بأبنائه.
وتابع: إذا كل عربي ومسلم يفخر بما قدّمت حضارتنا للعالم عبر العصور، فإننا جميعاً، ندرك دور العراق الريادي في الإسهامات الحضارية لأمتنا ويزداد سروري وأنا أزور بغداد، مرة أخرى، وأشهد هذا المعرض الدولي الكبير، الذي هو واحد من شواهد انطلاقة العراق الجديد، في مسيرته الطموحة نحو الازدهار والنمو، التي تعزز علاقاته بالعالم، وتسهم في إيجاد فرص لشراكات إقليمية وعالمية مميزة.
وأوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أن البلدين الشقيقين المملكة والعراق، روابط تاريخية متينة؛ ثقافية واقتصادية، لا ينتهي مداها، واليوم، تجمع كلا البلدين رؤية تتوجه بعزيمة نحو إقامة مستقبل واعد لأبنائهما، ببناء القدرات الوطنية، واستثمار الموارد، وإقامة الشراكات الثنائية، التجارية والصناعية وغيرها، لبناء اقتصاد قوي ومتنوع.
وأكد أن في رؤية المملكة 2030 التي تمثل خارطة الطريق للمستقبل، تجسيد حي لهذه الأهداف، فقد كان من ضمن ما ركّزت عليه المملكة في هذه الرؤية، تنمية وتنويع الاستثمارات والصادرات، وتطوير المنتجات السعودية بحيث تضاهي في جودتها وأسعارها السلع الأجنبية المماثلة، من خلال تعزيز القدرات، والبنية التحتية، وتيسير الإجراءات الخاصة بالمصدّرين، ودعم الشركات الوطنية، من خلال تعزيز وصول منتجاتها إلى الأسواق الاستراتيجية، ومن ضمنها، بالطبع، السوق العراقية الواعدة.
وأضاف: بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل ما بذل من جهود صادقة، بلغت القيمة الإجمالية لصادرات المملكة من السلع غير النفطية 178 مليار ريال، ويشمل هذا المنتجات البتروكيميائية والبلاستيكيات، المعادن عموماً بما فيها الحديد، المعدات الثقيلة، الإلكترونيات، الأسمنت، ومواد البناء الأخرى، والمنتجات الدوائية، إضافة إلى المنتجات الغذائية، كما واكب ذلك تطور كبير في قدرات وخبرات قطاع المقاولات والقطاعات الخدمية في المملكة.
وأردف الفالح: أثبت التعاون وتعزيز العلاقات بين العراق والمملكة، أنه يعد بخير كثير لكليهما، وخير مثال على أهمية التعاون والتنسيق بين بلدينا، ونجاحه، ما نشهده من توجه أوضاع السوق البترولية نحو التحسن والاستقرار، نتيجة للتعاون داخل منظمة الأوبك، وتعاون الدول الأخرى المنتجة للبترول معها، ومن المؤكد أن تعاون العراق، الكامل، سيكون معززًا لهذه الجهود.
وتابع: وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشمل الفرص التي يبشّر بها التعاون بين بلدينا، مجالات عدة، تتيح مضاعفة حجم التبادل التجاري بين بلدينا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ خدمات قطاع الزيت والغاز، ونقل وتبادل الطاقة الكهربائية، وتوفير الحلول التمويلية للمشروعات المختلفة في العراق من مصادر تمويلية سعودية، كما أن مشاركة 59 جهة من المملكة في هذا المعرض الدولي الكبير، دليل يؤكد حرص المملكة على تعزيز ودعم التعاون الشامل مع العراق الشقيق.
واستطرد الفالح أن حكمة قيادتي البلدين، وحرصهما على تنمية أواصر التعاون بينهما، كان لها الدور الأساس فيما تحقق حتى الآن وإنني لعلى يقين، أننا، من خلال تواصلنا المستمر واجتماعاتنا، مثل اجتماع مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي سيعقد اليوم، برعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وتشريفكم، سنبذل قصارى جهدنا، متعاونين ومتعاضدين، لدعم مسيرة التنمية في بلدينا، وتحقيق أهدافها الطموحة.
كما أشاد بالدور المهم الذي تضطلع به الغرف التجارية؛ الذي يتمثّل في زيادة فرص التواصل بين القطاعات الاقتصادية المختلفة في البلدين، وتنظيم المعارض، كهذا المعرض، باستمرار، مؤكدًا أن رجال الصناعة والمال والأعمال في البلدين، يدركون جيداً أن عليهم أن يسعوا بكل جهدهم لاستكشاف الآفاق المتعددة والواسعة، والفرص المتاحة للتعاون بين البلدين، والتأسيس لمرحلة جديدة وطموحة يحقق فيها البلدان أعلى مردود من علاقاتهما وقواسمهما المشتركة.
من جهته، رحب وزير التجارة العراقي خلال الحفل المعد بهذه المناسبة بضيوف العراق المشاركين في الكرنفال الاقتصادي المهم الذي يمثل بوابة وترجمة حقيقية لتوطيد أواصر الصداقة والتعاون بين العراق ومحيطه الدولي والإقليمي والعربي، مُرحبًا بجميع المشاركين من القطاعات الحكومية والقطاع الخاص العراقي.
وقال: إن انطلاق فعاليات الدورة 44 لمعرض بغداد الدولي وبهذه المشاركات والحضور المتميز للدول والشركات، هو إشارة واضحة للتحدي ودافع معنوي خاص كونها تزامنت مع انتصارات تحرير أراضينا من دنس عصابات داعش، مبينًا أن إقامة هذه الدورة تأتي في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة العراق لمد جسور التعاون والتبادل العلمي والثقافي مع دول العالم، وانطلاقًا من رغبتها الجادة لتحقيق نهضة شاملة في البلاد وعلى مختلف الأصعدة.