فهد بن أحمد الصالح
لا أحد يختلف معنا اليوم بالحراك الإيجابي في المشهد الرياضي على مختلف المستويات والاتحادات والأندية، بل إننا نكاد نقول إن التفاعل والاهتمام الذي نراه اليوم لم نكن نعرفه من عقود طويلة، وهذا التحرك الذي كان منتظراً وأصبح واقعاً طال الاتحادات الرياضية التي بلغت أكثر من 36 اتحاداً رياضياً، وتم إقالة بعض الرؤساء وتعيين آخرين واجتمع بهم معالي المصلح الرياضي الأستاذ تركي آل الشيخ صاحب النفوذ الأقوى والقرار الأصوب والشخصية الواثقة وأكد على رؤساء الاتحادات أن المرحلة القادمة مرحلة إنجاز وليس مرحلة تنظير ومرحلة فعل وليس مرحلة قول ومرحلة حساب لا مرحلة أعذار والبقاء سيكون للأصلح وسيقف للمسألة كائن من كان في سبيل رفعة الوطن وشبابه وجميع ألعابه.
ومن خلال قراءات سابقة للاتحادات وتشكيلاتها ورؤساء وأعضاء مجالس إداراتها فإنني أتطلع لقراءة بعض الاستنباطات وأرجو أن يكون في الإحاطة أو الأخذ بها ما يفيد المرحلة القادمة والنقلة التي ستكون حقيقية بعد هذا الاهتمام وهي:
1 - باستمرار يصعب قياس أداء الاتحادات والوصول للمؤشرات المثالية إذا كان العمل تطوعياً بصورة كاملة دون تحديد أوقات للعمل ومكافآت دورية وحوافز للفوز وعند تحقيق نتائج وجوائز المراكز الثلاثة الأولى لعموم مجلس الإدارة.
2 - من الدورات السابقة للاتحادات نجد الإقبال الضعيف جداً في الترشح لعضوية الاتحادات غير الجماهيرية وبعضها يُستكمل النصاب فيه بالتزكية أو بطلب الفزعة في الترشح حتى يكتمل الحد الأدنى ولذا فلا بد من بحث أسباب العزوف.
3 - من الأفضل في التعيين أو الترشح لرئاسة الاتحاد أو العضوية فيه أن يؤخذ لاعب سابق له خبرة إدارية أو إعلامية أو مهتم باللعبة ومُحيط بتفاصيلها حتى يكون قيمة مضافة لهذا الاتحاد ولا يركز على ترشيح من نحب أو من نعرف.
4 - من الأفضل أن يختار للاتحادات الجماهيرية نائب للرئيس لكي يعينه ويخلفه في نفس الوقت وبعض الاتحادات ربما تحتاج أكثر من نائب لكي يواكب العطاء والإنجاز قيمة الاهتمام الذي أولته الدولة للرياضة وضرورة تصدر المملكة المحفل الخليجي والعربي والإسلامي والمنافسة في المحافل العالمية وما مر بنا في الثلاثة العقود الماضية كفيل بأن يجعل انطلاقتنا الحالية أكثر نضجاً وأقدر على تحديد الهدف وبالتالي القدرة على تحقيق نتائج وحضور غير مسبوقين لوطننا .
5 - إلزام رؤساء الاتحادات بتقديم خطة عمل مُزمنة تغطي فترة المجلس تتضمن الأهداف والمؤشرات وبطاقة أداء متوازن يُقاس في الإنجاز ويقارن بالأهداف ويضمن معالجة الانحرافات بسرعة تضمن عدم الضرر بالخطة الموضوعة .
6 - الاهتمام الفعلي بالرياضيين النخبة والتقدير المتنامي لهم والمحافظة عليهم وضمان الاستفادة منهم حتى بعد اعتزالهم وذلك بتقوية الانتماء للعبة الذي يأتي بلا شك بعد رفع الولاء والانتماء للوطن الغالي وتأكيد أن الوطن أولى بخبرة شبابه .
7 - إشراك الإعلام الرياضي بصورة حقيقية في بناء خطط الاتحادات وتصحيح مساراتها وتغطية نتائجها، فهو الناقل للمشهد الرياضي بكامله، وعدم الاهتمام به قد ينعكس على الصورة المنشورة عن اللعبة واتحادها لغياب المعلومة الحقيقية .
8 - ضرورة بحث أسباب تفضيل اللاعب اللعب مع النادي عن اللعب مع المنتخب وما هي الأسباب التي يستحق فيها اللاعب الحصانة مثلما كان سابقاً للمحافظة على النجوم الوطنيين من الإصابة، فكم ضاع علينا من النجوم بسبب الإصابات .
9 - إطلاق جائزة رياضية سنوية كبرى بحضور خادم الحرمين الشريفين لتكريم أفضل رؤساء الاتحادات عطاءً وتخطيطاً من خلال النتائج التي تحققت على أرض الواقع وأفضل اللاعبين خدمة للوطن وأفضل الاتحادات في تمثيلها الدولي.
ختاماً، ليس مجاملة ولا مداهنة أو نفاقاً ولكن الوسط الرياضي يعيش هذه الأيام مرحلة انتقالية مختلفة ومن يقف ضدها أو ينتقدها ليس كارهاً لها ولكنه غير مستوعب لتسارعها ووضوحها بعد أن عاش ثلاثة عقود في تعتيم إعلامي رياضي عام، ففي الأندية والاتحادات كل يغني على ليلاه، وبكل تجرد فنحن نعيش بالفعل عصر التحول الرياضي والشفافية والوضوح من هرم السلطة الرياضية، ولعلي لا أذيع سراً طالما أن الكاتب هو لسان المجتمع أن أحد القادة في إحدى الإدارات التي صدر قرار بحلها مؤخراً يقول بالحرف الواحد إننا في غاية الحاجة إلى صرامة في القرار وتصحيح شبه شامل في المشهد الرياضي لكي نعيد الهيبة للرياضة ونعيد كذلك الاهتمامات المهاجرة التي تابعت الغير وتركت منافساتنا المحلية والدولية، ونقضي على الكثير من شُبه الفساد التي طالت تعاقداتنا على المستوى المحلي والدولي وكأننا في شريعة غاب وليس فيه قانون أو جهة تحميك وتعيد الحق لك. وأخيراً نقول إن معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة الرياضية هو الرئيس المصلح للمشهد الرياضي على مختلف مستوياته ولا بد من منحه الفرصة كاملة لتنقية الوسط الرياضي وتحويل بيئته إلى بيئة جاذبة وآمنة تحكمها القوانين واللوائح والاتفاقيات، وقبل ذلك تقديم مصلحة الوطن على جميع المصالح والأهداف.