فهد بن جليد
غداً هو يوم تاريخي للمرأة السعودية العاملة -برأيي- مع فتح وزارة العمل والتنمية الاجتماعية باب التقديم على أول برنامجين من نوعهما لدعم (نقل) المرأة العاملة، و(ضيافة) أطفالها أثناء العمل، برنامج دعم ضيافة (قرة) والذي يستمر 4 سنوات لضيافة كل طفل شرط أن تكون والدته مُشتركة في التأمينات براتب لا يتجاوز ثمانية آلاف ريال، وبرنامج نقل المرأة العاملة (وصول) الذي تُدعم فيه المرأة 18 شهراً، شرط أن لا يتجاوز راتبها 5 آلاف ريال، هما برنامجان رائدان يأتيان بدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، لدعم المرأة السعودية العاملة، ورفع نسبة مُشاركتها في سوق العمل، ولتحقيق التوازن بين مسؤوليات العاملات وواجباتهنَّ الأسرية, وطموحاتهن الوظيفية.
هذا أمر مُقدَّر وشكل من أشكال الدعم الحكومي الجديد الذي يحق لنا أن نفخر به، في سبيل دعم مسيرة عمل المرأة السعودية. ولكن مع تعدد برامج الدعم ثمة تساؤل يتكرَّر عن نصيب المواطنة (ربة المنزل) التي تفرَّغت لتربية أطفالها، ومارست دورها كاملاً (كصمَّام أمان) لتخريج جيل سعودي محب لوطنه، ومتمسك بدينه الصحيح، في وقت تعاني فيه المُجتمعات من انحراف بعض الأبناء لاتجهات مشبوهة وخطرة، نتيجة انشغال الوالدين وخصوصاً الأم، فيما يشبه التفكك الأسري، مع تقديري واعتزازي بالكثير من الأمهات العاملات اللاتي كنَّ نموذجاً يُحتذى به في التربية والتنشئة الصحيحة.
ربة المنزل تستحق أن تلتفت لها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بأي نوع من أنواع الدعم، كتقدير لدورها واعتزاز بمكانتها, فهؤلاء النسوة ضحينَّ بمستقبلهنَّ وفُرص التوظيف، واخترنَّ البقاء في المنزل من أجل التفرغ التام لتربية الأبناء، هنَّ شريحة تستحق الدعم أيضاً كدور اجتماعي من الوزارة، تماماً مثلما ندعم المرأة العاملة التي نعتز بدورها التنموي الفاعل، ومثلما ندعم المرأة المُبتعثة التي نقدر وننتظر مُساهماتها الكبيرة، وفي كل خير (ربة المنزل والعاملة والمُبتعثة)، وبرأيي أنَّ الوقت مناسب جداً لتقديم هذا النوع من الدعم خصوصاً أنَّ مسؤوليات ربة المنزل تزداد يوماً بعد آخر ودورها يتعاظم, وهي تواجه هموم وتحديات مالية للتنقل والرعاية مثل العاملة.
كتبتُ هنا ذات يوم «نحن لن نبتدع شيئاً جديداً، ولا نغرد بأحلام الكسالى لنشجع على البطالة، فدول عديدة تقدم مثل هذه المعونة لربات البيوت, ولعل الوقت الراهن هو الأنسب للقيام بمثل هذه الخطوة في بلادنا»، أنا على يقين بأنَّ هذا سيتحقق متى ما اعتبرت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية (ربة المنزل) صاحبة أسمى مهنة، مع تقديرنا واعتزازنا بكل امرأة عاملة وفاعلة في الوطن.
وعلى دروب الخير نلتقي.