د.عبدالعزيز الجار الله
إيران تعتزم فتح مكتب لوكالة الأنباء الإيرانية في الدوحة، ولا جديد في هذه الخطوة ،المزيد من الربط القادم الذي سيطوق قطر بالجسور الإيرانية، ويجعل من قطر حديقة خلفية لطهران، لا يعنينا بما تفكر الحكومة القطرية ما يهم في هذه المرحلة الشعب القطري الذي لا يجب ربطه بمنزلقات إيران التي بدأت تحاصرها دول العالم بزعامة أمريكا بعد أن اكتشفت ألاعيب وخداع إيران، فقد خدعت العالم لمدة (40) سنة ونجحت بمهارة في خداع الدول حتى قررت دولتنا -أيدها الله- في الوقت والمكان المناسبين مع حزمة من الأدلة فضح أكاذيب طهران، وانفضح أمرها أمام العالم، ثم بدأ العالم يغير سياساته وعلاقاته معها على ضوء الحقائق التي كشفتها الدول.
قطر ربطت مصيرها مع إيران وكل يوم تتوغل وتغرق في بحرها، وهذا ليس قرارا سياسيا منعزلا لا يخص إلا الجانب السياسي لكنه مرتبط بالجانب الاجتماعي والثقافي والإعلامي والتعليمي والأكاديمي والاقتصادي، ومحاولة نقلهم من العربية إلى الفارسية والعجمى أقصد اللغات غير العربية، وهذا التحول لو تم يحتاج إلى سنوات في حال بقيت الحال على حالها دون تطور سياسي دولي أو تطور داخلي يغير الأوضاع، وسيكون تأثيره سيئا ومؤثرا.
حرب الإعلام هو المقدمة لحرب السلاح العسكري وإيران تحارب بسلاح غيرها بأحزاب: حزب الله في لبنان، واليمن الحوثي، وفِي البحرين، والعراق الحشد الشعبي، وفِي الدوحة التي بدأ يشكل الحزب داخلها، ومقدمته مكتب وكالة الأنباء الذي سيحول إعلامه الفارسي إلى منشورات عربية لبث السموم مع محطة الجزيرة رغم أنها فقدت قيمتها ووزنها الإعلامي والسياسي.
يتطلب بالمرحلة الحالية والقادمة إعادة توزيع وانتشار للمؤسسات الإعلامية الصحفية والقنوات الفضائية وحتى الوزارات المختصة في الإعلام والثقافة، لان إيران الآن تعمل من الشاطئ الغربي من الخليج العربي في قطر وعلى أطراف اليابسة من صحراء العرب، واجتازت شط العرب ورأس الخليج العربي الشمالي في أرض العراق، ووصلوا إلى الأراضي السورية واللبنانية عبر الأراضي العراقية، وأصبحت تعمل إيران من الأراضي العربية.
لذا لابد من تقوية جميع وسائل الإعلام وخوض المعركة قبل أن تعطل إيران أدواتنا ووسائلنا الإعلامية التي نمتلكها.