قاسم حول
افتتح مهرجان الفيلم العربي في روتردام بحضور من جمهور هولندا والجاليات العربية وعدد من الفنانين الهولنديين، لمشاهدة فيلم الافتتاح المعنون بـ«علي معزة وإبراهيم» للمخرج المصري «شريف البنداري»، وقد حضر بطل الفيلم «علي صبحي» حفل الافتتاح.
بدأ الافتتاح بكلمة للمدير الفني للمهرجان «روج عبد الفتاح»، تحدث فيها عن علاقة الكلمة بالعلاقات الإنسانية وعلاقة السينما بتلك العلاقات، جاء فيها «ما أجمل أن أرى هذا التنوع الثقافي في الصالة. ما يجمعنا هو حبنا للسينما وما يباعدنا هو الكلمات في اللغات المختلفة فيم السينما هي لغة واحدة.
كلمات كلمات كلمات قالها الملك الدنماركي «هاملت» وسينما سينما سينما قالها لومير الفرنسي. نحن نتواصل عن طريق الكلمات فحسب. كيف سيكون العالم بدون الكلمات؟ وكيف سيكون العالم بدون سينما؟ لا أعلم ولكن متأكد بأنه سيكون شعورنا بالآخر غريباً. تفهمنا للآخر سيكون أكبر. إحساسنا بالمكان وبمن حولنا سيكون أكبر بكثير. الكلمات تحمل معاني وأفكاراً. أغلب الكلمات تحمل أكثر مما تتسع. لذلك قال النفري – كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة – إذ ليس من السهولة أن ننقل أفكارنا ومشاعرنا كما هي، نتنازل عن الكثير كي نشارك الآخرين بالكلمات. وفي مهرجاننا هذا نشارك الآخرين بالأفلام. وفيلم الافتتاح «علي معزة وإبراهيم» يتطرق إلى هذا الموضوع. أرحب بمخرج الفيلم «شريف البنداري والممثل علي صبحي».
وكان المهرجان قد أقام دورة لكتابة السيناريو لهواة السينما وطلبة السينما بإشراف «دارين حطيط» مع ستة مخرجين ثلاثة مخرجين من هولندا وثلاثة من المخرجين العرب. وقبل افتتاح المهرجان عرضت في الفترة الصباحية ليوم الافتتاح ثمانية أفلام لطلبة السينما من جنسيات مختلفة يدرسون السينما في هولندا بإشراف «أمين أكيو»
سوف تعرض في المهرجان خمسة أفلام طويلة لمخرجين «أول عمل» تتخللها بعض الأفلام المتميزة من تاريخ السينما العربية. ففي اليوم الثاني للمهرجان سوف يتم عرض الفيلم المغربي «وشمه» لحميد بناني، وفي اليوم الثالث سيكون خاص بالسينما المصرية وسوف يعرض فيلم «للنساء فقط» بطولة وإنتاج إلهام شاهين، وستحضر العرض. وسيقوم المهرجان بتكريمها بهذه المناسبة.
ويختتم المهرجان بالفيلم الفلسطيني «عائد إلى حيفا» من إخراج قاسم حول عن رواية غسان كنفاني.
وعن فيلم الافتتاح المعنون «علي معزة وإبراهيم» فالفيلم يتناول شخصية شعبية بسيطة يقوم بتربية معزة وتشكل هذه المعزة محور حياته ومعه صديق هو إبراهيم.
لعب أدوار الفيلم الذي كتبه أحمد ماهر وإبراهيم بطوط، كل من علي صبحي وإبراهيم بطوط وناهد السباعي وسلوى محمد. يتحدث الفيلم عن شخص اسمه «علي» يتعلق بالمعزة التي قام بتربيتها والعناية بها، وهي معزة بيضاء أنيقة وجميلة وأصبح لا يستغني عنها. وتدفعه أمه التي تحرص على حياته وتشعر بأنه مختلف عن مسيرة الحياة الطبيعية وتريد أن تعالجه عن طريق السحر والمعتقدات السحرية فيما هو إنسان سوي وجميل وشخصية محببة، وخلال حياته يلتقي بشخص آخر يعاني من حالات نفسية، إذ هو يعاني من اكتئاب حاد ويسمع أصواتاً غامضة لا يستطيع التخلص منها حيث تأتيه تارة في المنام وتارة في اليقظة، فيصبح هو وعلي معزة صديقين حميمين، ويحاولان تجاوز محنتهيما للتعلق بالحياة.
سيناريو محكم.. وأداء ممثلين غير نمطيين كما عودتنا عليها نمطية الأداء في السينما العربية. مشاهد محكمة الجمال وتصوير جميل لكاميرا محمولة على الكتف طوال المشاهد. مخرج موهوب كان قدم فيلماً قصيراً، وكان هذا الفيلم هو فيلمه الأول في مسيرته السينمائية الذي أتوقع له أن يعبر مسافات مشى بها مخرجون عرب ويحقق إنجازات إبداعية ذات شأن.
حصل الفيلم على دعم من مؤسسات عربية داعمة وحقق في ظروف انتكاسة السينما العربية السائدة فيلماً متميزاً.