يا أيُّها المخبوءُ
في أعماقِنا
أملاً
يخفِّفُ آهةً
من صدر ضارٍ
لم يقفْ متذبذبَاً
يوماً
إذا قالوا : هلمَّ
نريدُ
قدْحَكَ
فالزَّنادُ يجلُّ
عزمَ ذوي
الضياء
يريدُ
كفَّ ذوي
الجلادِ
حقيقةً
لا المستحيلُ
ولا المعوقُ
يبدَّدان طموحَها
حتى يصيرَ
الحلمُ
ملموساً
وحتى [ينتهي] نبحُ
الكلاب
و[يختفي] بطشُ
الذِّئابِ
نأى الجوابْ
***
خاب الرجاءُ
تألَّمتْ عين السَّرابِ
تغَطْمَشتْ أخرى رؤى
فتقزَّمتْ
رؤيا بلا نور
إلاما؟
حبكةً لا حِنكةً
ذرعوا مدى
ماذا وراء الحُجْبِ؟
لا شيئاً
يرى متنبئٌ
أيرون ؟ ..لا
ما كان أمراً
سوف يمضي
رغم أنفِ
المانعِ
ما كان نفياً
سوف يُنفى
رغم أنفِ
الرَّاغبِ
ما للخرائطِ
غير ما تبدو به
كفُّ الفصولِ
ومالها
من جهْدِ من شاءوا
سوى
ماشاءَه....
هل يفطنون
لما مضى؟
حرفان
لكنَّ المجيءَ
بلا انتظارٍ
رُبَّما
ضجَّ المكانُ
بلا لقاءٍ
مُستطابْ
***
قد ينتفي
الإيجابُ
عفواً
رايةُ بـ [السِّلبِ]لا
لا للّتي
رغم الهوى
خفَّاقةٌ
فوق الرؤوسِ
الطَّامعاتِ
الطَّامحاتِ
بلا إراداتٍ
فلا الحِيلاتُ
تُنجي
الهالكين
ولا قوى
تعدو
فعِجلُ السَّامريِّ
غدا رماداً
والهداهدُ
لا تبارحُ كهْفَها
كالماكثين بلا حياةٍ
من زمانٍ
إنِّما الأطيابُ
تحثو لم تزلْ
والحاقدون مواصلون
فكلما
بهتتْ لهم نارٌ
أعادوها
بأنظارٍ مُحقَّرةٍ
بأفهامٍ تنامتْ من
خرابْ
***
لِم لمْ يروا إلاَّ البقاءَ
ولا بقاءَ؟
ألم يعوا؟
وقفوا على الماضي
بلا عقلٍ
وراحوا بالجنون
بلا حدودٍ
يُغلقون فمَ الحدودِ
برايةٍ نُسِجتْ بزورٍ
لم يراعِ
يزينُ خطْواتِ الظَّلامِ
ليوهمَ الأنظارَ
ما هذا سوى النُّورِ
الذي رفعَ المقامَ
وهدَّمَ الأصنامَ
ما هذا
سوى الفخرِ الذي
سيعودُ..
يؤوِّلون إلى متى
ويصدِّقُ الجهلُ
المُقادُ إلى الهلاكِ
ويدَّعى فوزاً
إذا أضحى صريعاً
في التُّرابْ؟!
***
عكفتْ دياجيرٌ
لتشويهِ
المليحِ
مُذمَّماً بعجاجهمْ
متوشِّحين شعارَه
إفكاً
.. ذئابٌ
نبضُهمْ
كلُّ الوحوشِ
رؤى الوحوشِ
تماثلتْ
من طبعهمْ
وعلى الدَّمارِ تمرَّسوا
لا يحسنون سوى الخرابِ
إلى متى أتباعُهمْ
يتمرَّغون
بوحْلِهمْ
وكأنَّهمْ
لا يبصرون
إلى متى؟
صاروا
خفافيشَ الأنامِ
ويصطلي كلُّ الأنام
القائمين على السّواءِ
بمكرهمْ
أفضالُهمْ
فتكٌ
وتشريدٌ
وتجويعٌ
وصابٌ
ويلهم؟
حتى متى
من نهْجِهمْ
مقلوبةٌ
لغةُ الكتابْ
***
للِّيل حدُّ
والضِّياءُ
نرى إشاراتِ الضياءِ
بشارقٍ متوَّثبٍ
يدري بآهاتِ
الصِّعابِ
لمَ لا يسيرُ؟
إذا تداعتْ
للوراءِ
أ لأنَّه عَلِمَ المسارَ؟
فلا نجاة بغيره
لا ألفُ لا
مهما يلاقِ المولعون
وتنتشي أرواحُ
من لم يفهموا
أنَّ الظلامَ
مودِّعٌ
أصحابَه
بنهايةٍ
أطرافُها للمبصرين
مبينةٌ
لا يأسَ لا
فغداً سيأتي
ما تثاقلَ
من غيابْ
***
مهما تجبَّرَ من يُضنِي له حدُّ
فلنْ يعيشَ هنيئاً – في غدٍ- وغْدُ
ما ضرَّ من نالَ مِنْ كيد الطُّغامِ أذى
كأسُ المرار -التي يسقونه- شهدُ
حلاوة النَّورِ ذابتْ في ملازمِهِ
لا ضرَّ من جائرٍ بل ضرُّه سَعدُ
ما أقربَ الوعدَ في عين اللبيبِ إذا
تجاهلَ الجورُ ..حتماً [للشَّكي] وعدُ
***
يا أيُّها الخادعُ المخدوعُ من طمعٍ
ما للبقاءِ الذي تهفو له بُعْدُ
ما وجهةٌ لك تمشي نحوها ورَعاً
بل في جهاتٍ ودون المُبتغى سدُّ
اِهْجر ثيابَكَ والبسْ ثوبَ من صعدوا
بالزُّهدِ دنيا سُموٍّ مالها حدُّ
دنيا الزَّوالِ فبئس المرءُ مُفتَتناً
بها ونعْمَ امرءاً يزهو به الزُّهدُ
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور 1438/8/14هـ
dammasmm@gmail.com