يقول ما التّأريخ والمدرسةْ؟
يا من يناجي حرفُه مجلسهْ!
فقلت: أمّـا عين تـأريخـنا
فمحقنا الطّغيان والغطرسةْ
مع سيّد الأبرار لمّا دعا
فينا ونيران الرّدى مقبسةْ
ذاك الّذي هذّب أخلاقنا
في عالمٍ لله ما أشرسهْ!
وأرجع الدّنيا إلى رشدها
وقد غدت هائمةً مفلسةْ
صلّى عليك الله يا هاديًا
أبصارنا من قبله مطمسةْ
هذا هو التأريخ في لمحة
ما مسّها التزوير والنرجسةْ
أمّا عن التّعلم يا سائلي:
أليس كلّ الهند في الهندسةْ؟!
بلى فمذ مدّت يدا للفضا
والغرب منها في ذرى الوسوسة
والشرق يدنو في تنقّاصه
وعينه في هوّة «الهلْوَسة»
فالعلم لا يرفع في شأنه
إلّا هواة الفكر والأقيسة
ولا ترى اللّاهين في أمره
إلّا وهم كالحَبّ في المهرسة
يا ساعيا في غير ما منهج
سعيا بوادي من هوى أركسه
خذها نوايا مؤمنٍ موقنٍ
كادت يد الخسران أن تلمسه
أمران محمودان: هدي الهدى
والعلم أو فالكرّة المبلسةْ
تلك الّتي نارٌ على بعضنا
وبعضنا جنته المؤنسة
** **
- قصيدة/ ظافر القرني