لا بد أن تنتهي غزوة الظل يوماً، وذلك الهامش الذي ظل خلف حدود لا تعبر النيّة إلى المتن، سوف يشق النص بصرخة مؤزرة، ولن تسعف الترتيبات المسبقة أحداً لينجو من طنين الحقيقة. هكذا هي الحياة كما أقرأها، تقوم على احتمالية المفاجأة، وما يبدو اليوم وديعاً هادئاً، هو ما يحمل في الغد كبرى المفاجآت. غير أن الحدود هنا مختلفة، خاصة عندما يكون الحديث عن الظل والهامش!
أنا لا أستطيع حقًا الجزم بأن الظل مظلوم من الأصل، أو حتى العكس، فأحياناً أشعر بالهزيمة أمام الظل حين يسيطر على وجودي في مواقيت تفترض أزوالاً حقيقية، وأحياناً أشعر بالنشوة حين أكون أصلاً، فيتقهقر ظلي، ويتراجع خوفاً من سطوة قول أو فعل، وهو لا يدري أنها كانت رمية من غير رامٍ!
الذي أدركه حقاً هو أن الظل مؤخراً قد صار يتأرجح في موازين الهوامش، ما يكفي لإقامة العدل بكفة واحدة بينه وبين نفسه، فيوفي القسط بين طوله وتمدد عرضه لأن الميزان لا يجيد قراءة الخيال من الأصل، أما الهامش فإنه لفرط ما ظل هامشاً مهملاً بعيداً عن أضواء المتن، فإنه على الأقل لن يعبأ باللا وجود، ولن يأبه بقولي الدائم (الظل، هو العدم الذي يلاحقنا، ليثبت لنا أنه موجود ومحسوس!).
تلك الجملة الظلية جداً، ذكرتها في هامش محسوس، لم يناكفه ظل ولا أصل، ولم يرغب أن يتحول إلى متن مبتذل. ومختصر كل هذا أن الظل المتفرع من الأصل قد بدأ يستعد لأن يكون هو الأصل والفرع ويقصي كل شيء، والهامش الذي لم يكن ليعني أحداً قبل اليوم فإنه غداً سيكون أكثر رصانة وأهمية من المتن والأطراف!
إنما ستنتهي غزوة الظل، ويعود كل شيء لمكانه، فتلك دورة طبيعية!
** **
- عادل بن مبارك الدوسري
aaa-am26@hotmail.com
تويتر: @AaaAm26