د.علي بن فهد الدخيل
الإعاقة ليست عجز الجسد أو العقل ولكنها تكمن في عجز المجتمع بما فيه من مؤسسات وأفراد عن إزالة المعوقات البيئية والاجتماعية التي تواجه الأشخاص المعاقين في حياتهم اليومية على جميع الأصعدة سواء المرتبطة منها بالجوانب الاجتماعية، الوظيفية أو التعليمية. المجتمع يجب أن يكون مهيأ ليحتوي ويلبي متطلبات الجميع بغض النظر عن اختلاف القدرات والإمكانيات سواء العقلية منها أو الجسدية بين أفراده.
البنية بشكل عام مهيأة بطريقة تلبي إمكانيات وقدرات الأشخاص ألأصحاء.. لكن تلك الأعمال خططت وصممت بدون مراعاة وأخذ في عين الاعتبار لذوي الاحتياجات الخاصة. وبالتالي التهيئة لتلك الخدمات الخاصة للمجتمع بما فيها من مؤسسات خاصة قد شاركت في تقليل الفرص لذوي الاحتياجات الخاصة في تقديم الخدمات لإحتوئها على الكثير من الصعوبات والمعوقات سواء البيئية منها وهي المرتبطة بالتصميم البنائي والهندسي للمباني والممرات (الأرصفة، المداخل، الدرج، الخ) أو غير البيئية وهي المرتبطة بالأنظمة والقوانين، طرق ووسائل التعليم، أو وجهات النظر التى تنظر إلى الإعاقة بأنها مشكلة شخصية مرتبطة بالشخص المعاق ولا علاقة لها بالتهيئة المجتمعية الشاملة. من وجهة نظري أن المعاق ليس له علاقة بهذه المشاكل و أن المسؤول الأول والأخير هو المجتمع الذي لم يأخذ في عين الاعتبار أن ذوي الاحتياجات الخاصة يصعب عليهم كثير من الأعمال التي لم تساعدهم البيئة في تحسينها لهم.
هذه العقبات والمعوقات للأسف لها تأثير مباشر وغير مباشر على الأفراد المعاقين. التأثير المباشر يكمن في عدم قدرتهم على قضاء حوائجهم بأنفسهم كأشخاص بالغين مستقلين بل يجعلهم يضطرون للاعتماد أو طلب المساعدة من الآخرين لإنجاز مهامهم و قضاء متطلبات حياتهم اليومية. أما التأثير غير المباشر فيكمن في داخلهم وفي الجانب الشعوري النفسي اتجاه أنفسهم بأنهم أناس غير قادرين والذي قد يمتد ليخلق لديهم شعور سلبي. هذه العقبات للأسف تعطي الأشخاص المعاقين إشارة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أنهم غير مرغوب فيهم و قد تبث في داخلهم و داخل أسرهم الشعور بالإحباط ونقص القيمة الإنسانية داخلهم . رغم أن هذه المعوقات قد تكون غالبا وضعت بطريقة غير مقصودة أو نتيجة لعدم التطوير والمراجعة المستمرة للمعوقات التي يواجهها المعاقون في المجتمع. لذلك يجب أن نعي بأن «الإعاقة» هي ظاهرة من نتاج معوقات المجتمع وبأن اختلاف القدرات العقلية و الجسدية هي جزء لا يتجزأ من الاختلافات البشرية/ الإنسانية أحببت أن يصل صوتي لمن يهمه الأمر بأن يكون للأفراد المعاقين وعائلتهم و المهتمين بمجال الإعاقة والمعاقين دور في برنامج التحول الوطني 2020 و في خطط الوطن للتنمية المستدامة 2030 للتغيير من واقعهم من خلال معالجة المعوقات والمشاكل التي يواجهونها لكي يتمكنوا من المساهمة بشكل فعال في تنمية مجتمعهم.