موضي الزهراني
الكثير يجهل الأدوار العظيمة التي تقوم بها إمارات المناطق في الضبط الإداري والأمني لكل منطقة، ولايتعرف عليها عن قرب إلا من له شكوى أو حاجة لدى جهة حكومية تعثرت في قضائها، فكانت الإمارات ومازالت بالرغم من وجود الكثير من الأنظمة هي المنقذ لكثير من المطالبين بحقوقهم باختلاف أنواعها! فالمكانة الإدارية والحقوقية لإمارات المناطق باعتبارها «الحاكم الإداري» لها سلطة وضبط على الجهات المدنية والأمنية، ولها مهامها التنظيمية التي تساعد في تنظيم مهام الجهات خاصة عندما تتقاعس عن أدوارها الفعلية! ولا أنسى دور إمارة منطقة الرياض العظيم بإمارة والدنا الملك سلمان حفظه الله في مساندة وزارة الشؤون الاجتماعية آنذاك عام 1425 تجاه قضية العنف الأسري عند بداية توليها مسؤوليات الحماية الاجتماعية بدون نظام تستند عليه، وكيف كان الملك بحكمته وتبنيه القضية باهتمام مسؤول وحرص أبوي شديد يساندنا في اتخاذ القرارات عاجلاً لنصرة وحماية النساء والأطفال بدون تردد! فهيبته ومكانته كانت فوق أي نظام. وتولى بعده سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز رحمه الله والذي كان لا يهدأ له بال حتى يتأكد من اتخاذنا الإجراء المناسب لأي حالة لجأت للإمارة لحمايتها! ولن أنسى شكره لنا لمجرد التدخل لإنقاذ أسرة من التشتت والضياع بسبب سلوك انحرافي لإحدى بناتها! وتوالت الإدارات خلال هذه السنوات، لكن مازالت إمارة الرياض مع اختلاف المسؤولين كغيرها من الإمارات هي السند الإداري الداعم لكل مُطالباً بحقوقه الشرعية وبوجود سمو الأمير فيصل بن بندر حفظه الله في اهتمامه بكل صغيرة وكبيرة على المستوى العام للمنطقة. وكذلك لاتنقص إمارة مكة المكرمة شأناً واهتماماً من حيث التقدير والدعم والشكر بقيادة سمو الأمير «خالد الفيصل» الشاعر بفكره وقلبه وحرصه على متابعة وشكر الأقلام التي تناولت الجهود العظيمة بقيادته المميزة في موسم الحج! فأمير مكة لا يتميز بالحس الإعلامي فقط، بل يتميز بمشاعر المسؤول الأبوية للوقوف بجانب كل مظلوم، حتى حالات العنف الأسري لا يغفل عنها، وأجزم بأنه لايتذكر «عندما كان وزيراً للتعليم» إنقاذه لإحدى الحالات التي حولتُ أمر إنقاذها من عنف أخيها له، وتحقيق مطلبها بالنقل من مدرستها بإحدى القرى لمدينة الرياض بعيداً عن مصدر العنف!
هذان النموذجان المميزان لإمارات المناطق يستحق الفخر والاعتزاز بوجود هامات قيادية تعمل من أجل راحة المظلومين والمُعنفين والمهضومة حقوقهم موازاة بمهامها الحساسة الأخرى، وفي نفس الوقت مبدأها العظيم «من لايشكر الناس لايشكر الله» وإن كانت هي من تستحق الشكر والدعاء لها بالتوفيق، وأن يسدد خطاها في السر والعلن.