كل مواطن لا بد أن يرى تراث وطنه مصانًا ومحترمًا من الجميع؛ لما فيه من عبق التاريخ وروعته. وقد لفت نظري ما كتبته سمر المقرن ضمن زاويتها الجاذبة (مطر الكلمات) بعدد الجزيرة الصادر يوم السبت الموافق 1438/ 11/ 13 حول ما ذُكر من هدم لفندق اليمامة العريق. إنه مقال امتزج فيه الأسف بالعتب مثل وصفها ذلك الفندق بأنه يتربع على عرش حضارة وتاريخ في الملز. مضيفة بأنها أحست بالدوار حين علمت بهدمه، كيف لا وهو يحمل تاريخًا عظيمًا لمدينة الرياض، حسب قولها. رؤية جديرة بالعناية والاهتمام، ليس بالنسبة لهذا الفندق بالذات، وإن علا شأنه، ولكن بالنسبة لما يماثله أيضًا؛ فلا بد للجهات المعنية من أخذها في الاعتبار، وكذلك الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وباعث إعجابي بما أبدته الكاتبة المحترمة أني ممن تردد على هذا الفندق، وسعد بالمشاركة في حضور العديد من تلك الرموز التي أشارت إليها، ومنها حضوري ومشاركتي في أحد المؤتمرات الصحفية التي عُقدت بذلك الفندق، وكان أحدها لنائب رئيس بنك تشيز مانهاتن في الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفي واحدًا من مندوبي الصحف المحلية، الذي تم بحضور مندوب من وكالة الصحافة والنشر قبل أن تكون وزارة الإعلام، ومندوب آخر من وزارة الخارجية. إن عراقة هذا الفندق مما ينبغي أخذها في الاعتبار عند إعادة بنائه؛ حتى يأتي في شكله مطابقًا لما كان من شكله السابق، أو يكاد.
** **
عبد الرحمن الشلفان