يعبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوماً بعد يوم محاولاً إثبات أن هذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية) يقف متفرداً كصانع تشكيلة الأفعال المتنوعة المختلفة على الخشيطة الإنسانية، واعتباره المسايَرة الطبيعية على نحن عليها الآن، ويعمّق من خلال أكثر من زاوية تداعيات وأبعاد المقولة المعروفة للملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- التي تقول: «أنا وأسرتي وشعبي، جند من جنود الله، نسعى لخير المسلمين».
الإنسانية تحكي بصمت قصة وجود وطننا، وتشرح للأحياء سيرة إنسانية عملية لشعوب في شتى بقاع الدنيا من المحيط إلى الخليج، وتروي أعمالها في المجتمعات إنسانية ببلدان الوطن العربي التي عانت جسداً وصوتاً من الأزمات والكوارث والنكبات وبقيت تلك الإنسانية فعلاً وصورة، تنقل ما يندرج في خانة الفخر والتقدير والإعجاب لتغلبها على الظروف القاسية المحيطة، وبتحويل المحن إلى منح بالجملة، وفوق هذا تعايش معها بسعادة، وتقديمها في تاريخ من الذكريات الطاعنة في الجمال والطاحنة في البؤس والشدة والقسوة.
لنا أن نعرف ببراءة ما هو تأثير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على الشعوب والدول والأفراد؟! إذا ما توقّعنا وآمنَّا أنها كلها المقصود الأكبر به، والهدف بالمحتوى الإنساني والخيري من فعالياته وأنشطته، لن أتجاوز عن السطر الفخم والأبلغ من هذا المركز الذي يتسمّى بمليكنا الحازم الهمام (سلمان) وهو المواصلة في تقديم مشروعنا الإنساني والإغاثي والعوني، وطرح رسالة بالغة العمق عن قيم متأصّلة ودوافع شفّافة عمادها الاحترافية والجودة.
إنَّ اعتراف الأمم المتحدة بمكانة ودور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يعزز في الواقع حقيقة واقعة التزامها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والتزاماتها الأخلاقية التي توجب عليها إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج؛ وهو ما جعلها نموذجاً يحتذى به في المجال الإغاثي والخدمات الإنسانية التي تقدمها للبشرية دون توجهات سياسية أو اعتبارات الدين أو العرق أو اللون.
كل هذا حدث والتقرير النهائي الأخير للجنة المساعدات الإنمائية، التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يثبت جدارة وطننا بالفوز بمرتبة المركز الأول كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية في العالم، والمركز الرابع في مجموعة الدول المانحة. وبهذا الإنجاز استطاع هذا الوطن أن يحقق تقدماً غير مسبوق على دول أخرى كانت في مقدمة المانحين.
إنَّ تبوؤ المملكة أعلى مراتب الريادة في جهود التنمية الدولية والعمل الإنساني، وفقاً للتقرير النهائي للجنة المساعدات الإنمائية، يعد إنجازاً تحقق بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والجهود الإنسانية المشرفة التي يؤديها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تحت إشراف وقيادة معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة.
وغنيٌّ عن التعريف ما بذله المركز في اليمن إذْ تلقى أكثر من 4 ملايين يمني، مساعدات من المركز. فيما قدّم بين عامي 2015 و2017 أكثر من 8 مليارات دولار. وما بذله المركز من جهود موصولة لمكافحة وباء الكوليرا ودعم المياه والإصحاح البيئي في اليمن للتخلص من مسببات وباء الكوليرا وفق الآليات المعمول بها في المركز، حيث بلغ إجمالي المبلغ المقدم من المملكة إلى البنك المركزي اليمني مليار دولار، وإجمالي ما تلقته الأمم المتحدة من المملكة حتى الشهر الماضي بلغ 976 مليون دولار. فيما بلغت مساعدات المملكة الإنسانية الخارجية، أكثر من 65 مليار دولار؛ استفادت منها 27 دولة.
لنفخر بالمركز الذي سيذكره التاريخ بالخير، وبإنسانيتنا المطعّمة بالتقدير والمحبة، وبوطننا البارع في الفعل والتوجّه.
نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يوفقه لصالح الأعمال وأعظمها، وأن يعينه على أداء مسؤولياته الجليلة، وأن ينفع به البلاد والعباد، وأن يشد أزره بولي عهده الأمين.
** **
- مدير العلاقات العامة والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر