في كل عام يعيش وطننا الغالي المملكة العربية السعودية ذكرى عزيزة مع يومه الوطني.. ذلك اليوم الأغر، الذي أعلن فيه المغفور له الملك المؤسس الموحّد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، توحيد هذا الوطن المترامي الأطراف تحت راية (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله) باسم المملكة العربية السعودية.. إيذاناً لها بالسير والانطلاق في دروب التقدم والرخاء والازدهار.
إن اليوم الوطني حدث فريد وتاريخ شامخ ومجد تليد وحنكة وعبقرية وبطولة وحب وإيمان وإخلاص.. إن اليوم الوطني الـ87 لوطننا يوم مشرق الصفحات، فلقد قام صقر الجزيرة -يرحمه الله- بجمع الأمة وتوحيد شملها وكلمتها وقلوب أبنائها، بعد أن كانت ممزقة الشمل يفترسها المرض والجهل والفقر والسلب والتناحر.
لذا فهي ذكرى لإنجاز عظيم ومسيرة حافلة بملاحم البطولة، جعلت من أبناء هذا الوطن أمة واحدة دينها الإسلام، وأثمرت عن قيام المملكة العربية السعودية في 21 / 5 / 1351هـ، دولة موحدة الأجزاء تتوفر لها كل أسباب السيادة والاستقرار ما يهيؤها لأخذ مكانتها اللائقة في الأسرة الدولية، تستمد عظمتها من عظمة الدين والعقيدة التي تمثل منهجها وخطّها الذي تسير عليه.
تهلّ علينا هذه المناسبة الكريمة المجيدة، لتثير في نفوس أبناء هذا الوطن جميعاً، مشاعر الفخر والاعتزاز بما وصل إليه وطننا الغالي وفي فترة قياسية في عمر الأمم من تطور ونهضة في المجالات التعليمية والصناعية والزراعية والصحية والاقتصادية، وقد كانت محل تقدير وإعجاب الجميع، وتركت بصمات واضحة على حياة كل المواطنين في ظروف ذاع فيها من الأمن والاستقرار ما يحسده علينا الكثيرون.
إنّ هناك رجالاً صنعهم التاريخ، أما الملك المؤسس الموحد عبد العزيز -يرحمه الله- فهو الذي صنع التاريخ، وسار على نهجه أبناؤه البررة، فحملوا راية التوحيد، وعملوا على خلق الدولة الحديثة العصرية، ولا زالت يد البناء تعمل جاهدة لرقي الوطن ورفاهية المواطن.
إنّ تاريخ الملك عبد العزيز ثريُّ، يعطي قارئه روافد مستمرة وتفاصيل كثيرة، هذا قليل من كثيرة، نذكره في يومنا الوطني المجيد الذي نعتز به ؛ لأنه ثمار كفاح وجهد كبير متواصل، وأعظم تلك الثمار هو ما نعيشه اليوم -ولله الحمد- من استقرار وأمن ورخاء ونماء متواصل.
لقد أصبح وطننا بفضل الله ثم بجهود أبنائه المخلصين بقيادة أبناء الملك عبد العزيز البررة دولة عصرية بكل ما لها من مقومات حضارية، فالإنجازات العملاقة في كل جزء تقف كخير شاهد، على ما أثمره ذلك اليوم المحفور في ذاكرة التاريخ بحروف من نور.
فرحم الله القائد العظيم الملك عبد العزيز، فقد كان نموذجاً فريداً في شخصيته وفكره وعبقريته السياسية والعسكرية، ونمطاً متميزاً في القيادة والحكم والإدارة.
ونسأل الله أن يحفظ لنا القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -أيّدهم الله-، وأن يحفظ لوطننا تمسكه بشرعه القويم، ويديم عليه أمنه واستقراره ورفاهيته ورخاءه تحت ظل قيادته الحكيمة الأمينة، التي قادت المسيرة على طريق الخير والعطاء.
** **
- رئيس مجلس إدارة مجموعة الشركة العربية للصناعات الحديثة «دالا»