د. ناهد باشطح
فاصلة:
((حرفة متقنة تساوي أكثر من إرث ضخم ))
- حكمة عالمية -
ليس من عادتي متابعة الفضائح اوالأحداث الدرامية الا ما يتعلق بالإعلاميين فهي مهنتي أولا ومن خلال هذه المواقف تتكشف لي الصورة الذهنية للإعلاميين في المجتمعات بشكل عام وأستطيع المقارنة بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى فاختلاف الثقافات مرتبط تماما بالاعلام المذيعة «مروج إبراهيم» التي حاورت المؤرخ الدكتور «عاصم الدسوقي» في برنامج ولم تلتزم بالمهنية وبآداب الحوار مع الضيف كان نصيبها إحالتها الى التحقيق وإيقافها عن العمل.
بينما اعتذرت القناة على الفور للمؤرخ وصرحت بأن سبب قرار إيقاف المذيعة خروجها عن «مدونة السلوك المهني «التي تعتمدها القناة وتلتزم ببنودها.
وصرح المؤرخ بأنه قبل الاعتذار وأن قرار الإيقاف مهم لضبط الإعلام، أما المذيعة فقد قدمت اعتذارها للمؤرخ على صفحتها الشخصية في موقع الفيس بوك معترفة بأنها تجاوزت في نقاشها الحدود المهنية والحرية ومؤكدة على وجوب احترام الضيف
كنت أتمنى أن يشاهد طلاب الإعلام لدينا مثل هذه المواقف التي تحدث للمذيعين وتحليل ردود فعل المذيع وكيفية تعامله مع الضيف المتخصص في مجاله، على الأقل ليدركوا أهمية وجود نظام في المؤسسات الإعلامية للسلوك المهني، وان المذيع ليس من عمله تعمد إحراج الضيف أو الإساءة له بعدم تمكينه من التعبير عن وجهة نظره وهو ما يجهله بعض المذيعين خاصة إذا تضخمت الأنا لديهم!!
لكن هناك نقطة مهمة أيضا هي تأثير مواقع التواصل على اتخاذ القرار فقد ضجّ موقع الفيس بوك في مصر بالرأي الشعبي الغاضب الذي يسيطر في اتخاذ القرار لإرضاء الجمهور، ففي الماضي وقبل ثورة الإعلام الاجتماعي لم يكن هناك سلطة للجمهور!
لن انتقد المشهد لأن النقد سيحمل ايدلوجيتي الخاصة إنما يهمني أن يدرك مذيعونا أن الإعلام مهنة لها ميثاق شرف وأن المؤسسات التي يعملون فيها عليها توفير نظام داخلي للمعايير المهنية من المهم التزام منسوبيها به. وأن المذيع الذي لا يحترم ضيفه بالتزامه بمعايير المهنة من الالتزام بآداب الحوار والتحضير الجيد لمحاورة الضيف بالإشراف على الإعداد فلن يرحمه الجمهور الإلكتروني.