جاسر عبدالعزيز الجاسر
في سلسلة المقالات الماضية تحدثنا فيها عن أذرع إيران الإرهابية، والتي ورثت الساحة الإرهابية للتنظيمات المتشددة من القاعدة وطالبان وداعش، والتي استهلينا بها التنظيم الإرهابي الأم والأساس لكل الكيانات الإرهابية الطائفية التي أطلقتها إيران منذ وصول خميني للسلطة بترتيب غربي أشرف على تنفيذه حزب كارتر وأوباما في أمريكا، وأوكل إلى فرنسا، حيث تم طبخه وتهيئة خميني لتسلم السلطة في إيران وإحداث كل التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية عبر إثارة الفتن الطائفية.
ومن رحم الحرس الثوري الذي أنشئ بوصفه كياناً تنظيمياً إرهابياً تم إطلاق وإدارة الأذرع الإرهابية في المنطقة العربية، وقد أطلق عليه مسمى «فيلق القدس» لما لهذا الاسم من رمزية ودلالة لدى العرب، وكدأب ملالي إيران في توظيف الدلالات الدينية وظف اسم «القدس» لخدمة أجندات ملالي إيران الذين يسعون لإعادة الامبراطورية الساسانية، وكررت محاولة توظيف الرموز الدينية في إنشاء الذراع الأولى للإرهاب، التي أريد لها أن تكون منطلقاً لمليشيات الإرهاب الطائفي، حيث سميت المليشيات الطائفية في لبنان بقيادة حسن نصر الله باسم «حزب الله»، وهي محاولة مكشوفة للنفاق الديني، إذ شَوَّهت هذه المليشيات الإرهابية المسمى، ودفعت كارهيه إلى شتم هذا المسمى رغم دلالته الدينية، هذا الكيان الإرهابي الذي وُلد من رحم «الحرس الثوري» وأحد إنتاجات فيلق القدس نشر الإرهاب في العديد من الدول العربية من خلال تكوينه للعديد من الخلايا الطائفية، التي أصبحت فيما بعد فروعاً لهذه المليشيات، كفرعه في العراق، وكذلك في اليمن أطلقوا عليه مسمى «أنصار الله»، وفي البحرين وحتى مصر أرسلوا عناصر إرهابية طائفية لتنفيذ عمليات إرهابية بالتعاون مع النقيض الطائفي جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة الإرهابية المصرية، وقد كشفت محاولات تمدد مليشيات «حزب الله» في الدول العربية وفي دول أخرى بأوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا بأن العمليات الإرهابية لهذه المليشيات ذات بعد عالمي حقيقي، حيث رأينا خلاياه الإرهابية تقوم بهجوم في بلغاريا وعملين إرهابيين في قبرص، كما رأينا أنه يطور مخابئ كبيرة في دولة الكويت ونيجيريا، كما أرسلت مليشيات حزب الله ناشطين إرهابيين إلى بيرو وتايلاند، إضافة إلى إنشائه خلايا إرهابية في البحرين تحت مسميات أخرى كخلايا الأشتر وتأسيسه لمليشيات حزب الله في العراق التي أصبحت واحدة من أكثر المليشيات الطائفية الأكثر نمواً في مجمع مليشيات الحشد الشعبي العراقي، وهدف ملالي إيران من تقوية ونشر مليشيات حزب الله بدءاً من الدول العربية حيث أصبحت الآمر الناهي في سوريا بعد لبنان، وهو ما تخطط له في العراق، بناء بنية تحتية إرهابية في مختلف أرجاء العالم وزرع خلايا إرهابية نائمة تستيقظ عند الطلب منها لتنفيذ أجندات النظام الإيراني.