سعد بن عبدالقادر القويعي
مطالبة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، بتكوين تحالف دولي ضد حزب الله - الحزب المليشياوي الإرهابي في لبنان - ومن يتحالف معه؛ لتحقيق الأمن، والسلام الإقليمي، يعد تحذيرًا من تنامي نفوذ حزب الله اللبناني، وتعزيز صعوده، وارتباطه بالإرهاب الدولي؛ نظرًا لوظيفته - الأمنية والعسكرية - أولاً، والسياسية ثانيًا، وهو ما جعل السعودية من أوائل الدول التي قررت مواجهة أنشطة هذا الحزب، ومكافحة إرهابه، سواء داخل المملكة، أو دول الخليج، أو المنطقة؛ واعتبار ممارساته تشكل تهديدًا للأمن القومي العربي.
إن بشاعة جرائم حزب الله اللبناني التي لا تحصى لا تقل وطأة، ودموية عن جرائم بقية التنظيمات الإرهابية، إِذ لم تعد جرائمه غير محدود النطاق للسياسة في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن أصبح منظمة إرهابية بامتياز على مستوى العالم، وشبكة معقدة للإجرام، وغسل الأموال، وتهريب الأسلحة، والمتفجرات، وإثارة الفتن، والنعرات الطائفية، والتحريض على الفوضى، والعنف؛ وليكون ذلك كافيًا في اعتبار ميليشيات حزب الله بكافة قادتها، وفصائلها، والتنظيمات التابعة لها، والمنبثقة عنها منظمة إرهابية لدى مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
النقطة الأهم، تتمثل في معرفة أفضل السبل لمواجهة تناميه، وتمدد نفوذه، بعد أن شكّل انتهاكًا صارخًا لسيادة، وأمن، واستقرار عديد من الدول العربية، وأحكام القانون الدولي، التي ضاهت بخطورتها الأعمال الإرهابية العسكرية؛ الأمر الذي يقتضي ضرورة التنسيق الأمني الدولي؛ كونها الوسيلة المناسبة، والإطار الأمثل لحشد المزيد من الضغوطات على حزب الله، وقطع الطريق أمام المساعدات، والتمويلات التي يتلقاها الحزب.
ليس ما سبق نابع من فراغ، بل إن العمل على وضع حزب الله اللبناني على قائمة الإرهاب الدولي أصبح أمرًا ملحًا؛ باعتبار ذلك هدفا، وغاية للقوة السياسية، والملتصقة بالجسم الأيديولوجي الإيراني، والمتمثل بمشروع ولاية الفقيه، الذي يعد - أيضًا - أحد أهم أدوات تنفيذ المشروع الصفوي على أرض الواقع، ولا أجد أجمل من عبارات الاستاذ علي الأمين، بأن الفساد خطير؛ ولكن الإفساد أخطر؛ لأنّ المفسد يقوم بعمله، وهو شديد الاقتناع بمصلحة ما يقوم به، فقوة الدولة في لبنان تعني نهاية وظيفة حزب الله، أما ضعفها، واهتراء مؤسساتها، فهما مصدر الحياة لنموذج حزب الله في البقاء، وفي استمرار الدور، والوظيفة.