د. خيرية السقاف
الطريق من مطار جدة إلى مطار الرياض مزدحم باللوحات الجديدة..!
بما ذكَّرني باندفاعة مجموعة من طالبات جامعة الملك سعود في ظهيرة يوم دراسي أيام حرب الخليج نحو إحدى بوابات البناء الشاسع ففتح بقوة الدفع الجماعي..
وما كانت أكثر من دقائق ليتناول الإعلام العالمي الخبر..!!
في حينها لم تكن البوابات لتغلق لولا أن «نظام التعليم السائد» أن يكون جوار بوابات المدارس, والكليات, والجامعات من يحرس المكان!, وفي اعتقادي لن يحرس الإنسان!!..
إذ عني شخصيا لم أكن لأنظر إلى الأمر إلا كذلك مذ أمسك أبي بيدي لأول مرة مشيت فيها على قدميِّ, دلني على الطريق, ثم تركني ومضى..!!
لذا في الجامعة كنتُ أشيع بينهن أن مسؤولية الفرد ذكرا, وأنثى عن نفسه وحدها كفيلة بالأسوار, والأبواب!!
وأن عليه فقط عليه أن يبلغ منه الإدراك رشد الوعي بكل الذي تحت قائمة عنوان «المسؤولية الذاتية»!!..
اليوم في المطار هنا, وهناك لوحة جديدة أخذت تتسع رقعتها تحت الأقدام , وبين يدي المبصرين, حتى إنك لن تقف عند سؤال, ولا تجد امرأة هي التي تجيبك !!
اللافت أن الوقت لمحة عين, ما ذكرني بتلك الطالبات, وبما في المكون من ذكريات!!..
اليوم, تعلو شفتيك ابتسامة عريضة, يرهج في جوفك وهج نام بإحساس ما, وأنت تشهد هذا الحماس المنقطع نحو أن تكون المرأة هي من يبتدرك, وهي من يودعك نحو المدخل المفضي بك إلى المركبة!!..
لا فرق بين تلك الاندفاعة غير المسبوقة من الطالبات نحو الخروج القسري قبل انتهاء المحاضرات, وبين الوجود القسري اليوم على مدى الساعات..
لتفرط البكرة بين ما قبل عقدين والآن, لقصة طويلة, لرواية ذات فصول, وفصول!!..
هذه الرواية ربما هي في طور التمخض لتندلق المحبرة..
أو ربما هي لا تزال تعتلج في أذهان القصاص, والرواة, لتكتب تفاصيلها..
ويحدو بها الرواة ..!