فهد بن جليد
حتى وبعد إلغاء حفل الفنانة شيرين بالرياض، ما زال كثير من الناس منقسمين حول تعريف المناسبة والنظر إليها على أنَّها خيرية - حفل عشاء - لدعم مرضى السرطان، أم فعالية ترفيهية للداعمين والنخبة بأسعار مُبالغ فيها لصالح جمعية سند، هيئة الترفيه - برأيي - حسمت الأمر واللبس عندما تدخلت وألغت الفعالية، وهو ما يؤكد أنَّها في النهاية تعتبر فعالية ترفيهية، وتصنف كذلك حتى لو ارتدت عباءة خيرية.
تدخل هيئة الترفيه أعجبني هنا للحفاظ على آلية إقامة وتنظيم مثل هذه الفعاليات وفق إجراءات نظامية معمول بها، وهو ما يعزز صورة وشخصية الهيئة أكثر في أذهان المؤسسات والمنظمين قبل الجمهور، ويفعِّل دورها ليتضح أكثر، مع تفهمي الكامل للهدف النبيل الذي تقصده جمعية سند من إقامة حفل العشاء الذي يتضمن الحفل الغنائي - خصوصاً أنَّه ليس الأول من نوعه - مع تحفظي على تنظيم وإقامة مثل هذا النوع من الحفلات ضمن المناسبات الخيرية بهذه الطريقة والأسلوب، كونها لا تناسب - برأيي الشخصي - مُجتمعنا السعودي الفاعل والداعم والمُتفاعل مع العمل الخيري بكل أنواعه، والمجبول عليه فطرياً ودينياً وإنسانياً، بدليل تفاعله في تجارب عديدة ومناسبات مُختلفة مع الجمعيات الخيرية والحملات الإنسانية والإقبال عليها بصورة كبيرة، بمجرد الإعلان عن تنظيمها والدعوة لها بالشكل الذي يألفه السواد الأعظم من المُجتمع وتعود عليه، مثل هذه الفعاليات الفنية تصلح لمجتمعات أخرى لها ثقافتها وظروفها المُختلفة عن طبيعتنا، ودوافعنا للتبرع والدعم الخيري.
أنا هنا أصفق لكل جمعية تبتكر طرقاً جديدة للتبرع والدعم والمُساندة، وتقدم أفكاراً مُختلفة للتعاطف والوقوف مع هذه الفئات الغالية علينا، دون أن يؤثر ذلك سلباً على صورة جمعياتنا الخيرية في أذهان كافة أفراد المُجتمع - بمختلف شرائحه المُتعددة - أتمنى أن تنجح جمعية سند والمنظم لمثل هذا الحفل في الحصول على التصاريح المطلوبة بصورة مُختلفة قريباً، والاستفادة من التجربة السابقة وردة فعل الناس، بتصحيح النظرة الخاطئة بربط التبرع بقيمة تذاكر باهظة الثمن من أجل حضور الحفل، فالتبرع في ثقافتنا ما زال شيئاً مُختلفاً عن دفع قيمة تذاكر حضور حفل غنائي، وهو ما عجزت الجمعية مُنذ البداية عن إيضاحه.
أرجو ألا يفهم من هذا أنني ضد تقديم الجمعيات الخيرية لفعاليات ترفيهية أو فنية وتنظيمها على هامش فعاليات وتجمعات خيرية لتدر عليها أموالاً وروافد مادية، مع اعتقادي بنجاحه أكثر لو تم بصورة تجارية واضحة وبشكل مُستقل عن عاطفة الناس، واختيار النماذج الفنية المقبولة للشراكة معهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.