د. محمد عبدالله الخازم
الأفكار هنا تتعلَّق بالتدريب الطبي الذي تتداخل في تنفيذه عدة جهات؛ وزارة الصحة، هيئة التخصصات الصحية، جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل، القطاعات الصحية الأخرى؛ لذلك هو موجه للجميع وقد تتولى إمارة المنطقة المساهمة للدفع به للأمام. الفكرة الرئيسة هي إيجاد نموذج متطور للتدريب الطبي في الشرقية، قد يتم تطبيقه لاحقاً في مناطق أخرى. أهم مكونات النموذج ما يلي:
1. عدم تأسيس أي كليات طب جديدة بالمنطقة الشرقية (الدمام، الخبر، القطيف، الجبيل)، سواء كانت حكومية أو أهلية، لأن تعدد الكليات بالرياض وجدة أفسد بعض مكونات التعليم والتدريب الطبي. مدن كبرى كسدني وتورنتو وفانكوفر، رغم تجاوز سكان بعضها 6 ملايين نسمه يوجد بكل منها كلية طب واحدة، تستوعب أعداداً كبيرة من الطلاب. المنطقة الشرقية لم تعان من تشظي التعليم الطبي بين كليات عديدة متجاورة كما هو حاصل في مدن أخرى، فلتكن فرصة لتقديم نمودج مختلف.
2. تغيير مفهوم المستشفى الجامعي لتصبح جميع مستشفيات المنطقة وفق حجمها وتأهيلها مستشفيات تعليمية، يستفاد منها للتدريب العام والتخصصي. بعض الدول مثل كندا لا يوجد مستشفى جامعي لكل كلية طب وإنما يستفاد من جميع مستشفيات المنطقة أو المدينة. التخصصي والعسكري والهيئة والصحة وبعض الخاصة لا تقل إمكانات وتأهيلاً عن الجامعي، ويمكن الاستفادة منها بشيء من التنظيم والتفاهم.
3. عدم حكر الألقاب العلمية الأكاديمية على أطباء الجامعة وإنما يمنح كل من يستحقه بغض النظر عن مرجعيته ومستشفاه الذي يعمل به. تقريباً، نصف أعضاء هيئة التدريس بهارفارد ينتمون لكلية الطب. لنقلص بعض الدوافع لافتتاح كليات طب بالقطاعات الصحية الأخرى ومنها عدم تقدير الكوادر المتميزة بها من قبل الجامعة، رغم أنها لا تقل تأهيلاً عن كوادر الجامعة!
4. تأسيس وحدة للتدريب الطبي موحَّدة على مستوى المنطقة تتولى قبول المتدربين ومتابعتهم بمختلف البرامج التدريبية بغض النظر عن المستشفى التابع له البرنامج التدريبي. يدعمها نظام إلكتروني مناسب. قد تكون الجامعة الأنسب لمقرها، دون أن يمنع ذلك من إيجاد لجنة أو مجلس مشترك أعلى تشارك به مختلف القطاعات الصحية بالمنطقة والجهات ذات العلاقة. قد يكون مجلس التدريب الطبي بالمنطقة الشرقية، وقد تتجاوز أدوراه مستقبلاً التدريب الطبي إلى تنسيق التعليم المستمر وتدريب التخصصات الصحية الأخرى.
5. دعم دور هيئة التخصصات الصحية في التركيز على اختبارات الرخصة وشهادة الاختصاص واعتماد برامج التدريب. وتسهيل مهامها والمستفيدين من خدماتها بتحديد نقطة اتصال واحدة بدلاً من التعامل مع عشرات البرامج في مختلف القطاعات بشكل منفرد. ودعمها في مهام قبول المتدربين ومتابعتهم ... إلخ.
طبعاً لن نعدد المميزات، فمن يعرف الأنظمة العالمية في التدريب الطبي (الكندي كمثال) سيدرك ما أرمي إليه من تأسيس نظام متفرد ومميز على مستوى المنطقة الشرقية، طالما هناك عجز على تنفيذه على المستوى الوطني. قد تكون بداية للتعلّم من التجربة وتعميمها مستقبلاً وفق جدواها على بقية المناطق. الخبرات متوفرة بالمنطقة ويمكن الاستعانة بخبرات الجامعات الأجنبية - الكندية- لتنفيذ هذا المقترح، فمن يعلّق الجرس ويبادر؟