الثقافية - محمد المرزوقي:
لم يكن فوز المرشحة الفرنسية «أودري أزولاي»، بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، متفوقة على المرشح القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري، وفقا للنتائج الرسمية، التي حصلت خلالها أزولاي على (30)، صوتا فيما حصل منافسها على (28) بين الأعضاء الـ(58) عضوا للمجلس التنفيذي، على أن يصادق المؤتمر العام للدول الاعضاء في المنظمة على هذه النتيجة في العاشر من نوفمبر، حيث ستصبح أزولاي مديرا عاما (جديدا) للمنظمة الدولية بصورة رسمية بعد موافقة أعضاء الجمعية العامة (195) دولة خلال جلسة علنية في باريس تعقد في نوفمبر المقبل.
إن نجاح الفرنسية أزولاي على أقرب منافسيها القطري، خلال دور الجديدة المقبلة، خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا، يتجاوز في دلالاته مجرد مسألة التصويت من قبل أعضاء الجمعية العامة للمنظمة، إلى التأكيد الصريح على رفض التصويت لتسنم مرشح «قطري» لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، لما في ذلك المنصب من نفوذ لإخضاع المنظمة إلى أيديولوجيا «النظام» القطرية، لتصبح المنظمة كيانا آخر ينظم إلى الكيانات (الإرهابية) التي اتخذ النظام القطري منها منصات «تآمرية»، لتنفيذ أجندته تجاه الأشقاء في دول الخليج، وسخر كياناتها بأجندتها من «فلول المرتزقة»، لأن يكون أجندة خادمة لسياسات النظام القطري خليجيا وعربيا، ما سيعطي النظام القطري نفوذا مؤسسيا تنفذ من خلاله إلى تسويق مخططات أجندتها التآمرية، التي تتخذ من مسميات الكيانات أول الأقنعة لتمرير مؤامراتها، التي تتخذ من العمل «المؤسسي» الممنهج أول خطوط الإرهاب الذي ينظر ويدير ويتابع من خلال أجندته ما رسمه النظام القطري منذ أكثر من عقدين، الذي أنشأ مؤسساته، وقرب وجنس قيادته الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ليواصل من بعده الشيخ تميم بن حمد، مسيرة رعاية ودعم الكيانات الإرهابية، والحرص على انتشار أذرع أجندتها خليجيا وعربيا، فيما يظل الطموح العالمي حلما «حمديا»، كادت اليونسكو أن تكون أحد أذرعته.
لقد جاء ترشيح المصوتين سعيا منهم إلى تحقيق الأهداف التي ينشدها العالم من هذه المنظمة التي يأتي في مقدمتها: التربية الجامعة وذات النوعية للجميع بهدف ضمان التنمية المستدامة؛ وحماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمقتنيات الثقافية؛ إلى جانب حل أزمة التعليم على مستوى العلم، التكنولوجيا بوصفها حاجة عالمية معاصرة؛ إضافة إلى الاستثمار في الشباب للحصول على تربية نوعية لسد الطريق على التطرف العنيف؛ والتأكيد على دور حرية التعبير والحصول على المعارف في مجالات التنمية المستدامة؛ ودعم حقوق الجنسين من أجل التنمية والسلام المستدامين.. وغير ذلك من الأولويات والأهداف التي أنشئت المنظمة من أجل الإسهام في دعمها، ما يؤكد رفض المرشحين للإلقاء بالمنظمة في أحضان السياسية القطرية، التي سيكون مرشحها «ربان» الأدلجة، لتسيير وجهة دفة اليونسكو كما يرسمها النظام القطري، ما جعل من فوز الفرنسية رغم المنافسة رفضا (عمليا) لتمدد كيانات الإرهاب القطرية، وبتر أذرعها قبل الامتداد إلى إدارة المنظمة، ما تبع ذلك - أيضا – ردود أفعال عربية على مستويات اعتبارية عدة، تندد بدور قطر «المشبوه» في حضورها على كافة المنابر، نظرا لما ثبتت إدانة نظامها به في ملفات إرهابية وتآمر وفساد انتخابي كان أبرزها استضافة كأس العالم، ما يجعل من صوت «النظام» القطري صوت ما يزال (خافت) الحضور خليجيا وعربيا وعالميا بين مد الإدانات، وجزر الشبه.