«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
يحتفي نادي الرياض الأدبي الثقافي مساء اليوم، بالقاص والباحث الأنطولوجي خالد اليوسف، وذلك في تمام الساعة الثامنة مساء، بمقر النادي، أوضح ذلك رئيس مجلس إدارة النادي د. صالح المحمود، قائلا: إن هذا التكريم يأتي تقديرا لجهود اليوسف البارزة في خدمة المشهد القصصي إبداعيا من خلال مجموعاته القصصية وروايته التي أصدرها، ولتوثيقه للإنتاج الإبداعي والأدبي من خلال الانطولوجيا، إلى جانب أبحاثه البيلوجرافية، مشيرا المحمود إلى أن هذا التكريم يأتي استكمالا لاحتفاء (لجنة السرد بالنادي) برئاسة عضو مجلس الإدارة هاني الحجي في تكريم رواد السرد، حيث كرم النادي سابقا القاص الكبير صالح الأشقر، والروائي الكبير إبراهيم الناصر الحميدان - رحمهما الله- والقاص محمد الشقحاء - شفاه الله - والقاص حسين علي حسين، واكد المحمود أن النادي سيستمر في تكريم الرواد والشخصيات الفاعلة التي خدمت المشهد الأدبي في وطننا من منطلق المسؤولية الأدبية التي يؤمن بها النادي الأدبي بالرياض ويضعها في مقدمة واجباته، التي تعد جزءا لا يتجزأ من رسالته في المجتمع.
وما يزال القاص والروائي والباحث السعودي خالد أحمد اليوسف إنتاجه العلمي والإبداعي، حيث أصدر ثلاثة كتب، أولها كتاب: «أسئلة الثقافة أسئلة الأدب أسئلة الأدباء»، متضمنًا بعضًا من بحوثه ومقالاته المتخصصة في الأدب السعودي، وحوى سبعًا وعشرين مادة بحثية ومقالة، وجاء في 290 صفحة، أما الكتاب الثاني، فقد حمل عنوان: «مرآة السرد وصدى الحكاية»، وهو كتاب متخصص في القصة القصيرة: نصوصًا، وهي مختارات من القصص التي نشرت في موقع نادي القصة السعودي، وضم قصصًا لاثنين وعشرين كاتبا من تسع دول عربية، وجاء في 155 صفحة؛ وإصدار ثالث في هذا المجال، فبعنوان: «حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة العربية السعودية لعام 2015م»، وهو دراسة ببليوجرافية ببلومترية، متضمنًا واحدًا وثلاثين موضوعًا، اهتم فيه بكشف وإبراز ما تم تأليفه خلال عام كامل، وجاء الكتاب في 142 صفحة.
كما أصدر اليوسف دراسة في ثلاثة أجزاء تحت اسم «معجم الإبداع الأدبي في المملكة العربية السعودية: دراسة تاريخية بيوغرافية ببلومترية»، عنيت بالنثر والشعر والدراسات الأدبية، إلى جانب إصداره لست مجموعات قصصية، وهي: «مقاطع من حديث البنفسج» 1984، و«أزمة الحلم الزجاجي» 1987، و»إليك بعض انحنائي» 1994، و»امرأة لا تنام» 1999، و«الأصدقاء» 2004، و«المنتهي رائحة الأنثى» 2008م، وله مجموعة أعمال روائية، منها رواية: «وديان الإبريزي» التي صدرت عن دار «الانتشار العربي»، بيروت 2009، ورواية «نساء البخور»، عن مؤسسة «الانتشار العربي»، بيروت 2012، و«وحشة النهار»، عن دار «الانتشار العربي»، بيروت.
وعن تجربته في كتابة القصة: أؤكد أنني بكتابتي للقصة القصيرة، استطعت الاستمرار على نهج يحاول أن يبني لنفسه شخصية متفردة، ومتجددة، ومجددة في الأسلوب والطرح، والدخول لعوالم يتوق القارئ والباحث لقراءتها والاطلاع عليها، فبعد أن عبرت بخطوات واثقة اللبنة الأولى في عالم القصة القصيرة، التي أوجدت لي مكانة كبيرة في بناء الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية، شعرت بمسؤولية خطواتي القادمة، وهيأت فكري وقلمي من أجل إبداعي، خصوصاً أني وجدت ردود أفعال متناقضة وغير عادية في تلقي كتابتي للقصة القصيرة، فقد تمثلت الكتابات غير الموضوعية في لغتي القصصية، وفي الموضوعات والمضامين التي أطرحها، كذلك تحدث بعض من الكتّاب عن الأساليب التي أتبعها وأنتهجها، وعن التقنية وقدراتي التي تكشفت لهؤلاء الكتّاب؛ وقرأت العجب العجاب منهم، وأبرزها إلغائي وتنحيتي من عالم القصة القصيرة، لأني لم ولن أفهم الكتابة الحقيقية للقصة القصيرة، وأن ما أكتبه مجرد تهويمات ووجدانيات لا ترتقي للقصة القصيرة المثيرة المدهشة، مما بنى حائطاً صلباً في داخلي ضد النقد وممارسيه، وأعلنت رفضه وعدم الالتفات إلى المشتغلين به، لأني اقتنعت منذ البدء أن المبدع هو من يفرض نفسه وأسلوبه وكتابته على الناقد وليس العكس، وسيرضى برأيي ويُقتنع به في يوم ما!.
أما عن مناضلة الموهبة الإبداعية، وإصرارها على المضي قدما في مضمار القصة تأليفا ونشرا، قال اليوسف: بعدئذٍ واصلت وناضلت من أجل الاستمرار في الكتابة القصصية، ونشر المزيد من النصوص التي أظهرت فيها قدرتي على التجديد، والدخول في عوالم جديدة، مضموناً وأسلوباً وتغييراً مدهشاً، ثم إصدار مجموعتي القصصية الثانية: «أزمنة الحلم الزجاجي»، عام 1987م، حيث واكبها قراءات ودراسات تفاعلت مع طرحي مغايرة في تحليلها لقصصي؛ التي كان منها دراسة الكاتب اللبناني علي شوك، الذي قرأ المجموعة من خلال خمسة محاور هي: التجريب في الشكل؛ الهموم التي ترتكز عليها الكتابة عند خالد اليوسف؛ علاقة القصة بالبيئة؛ الزمن عند خالد اليوسف؛ مدى وجود إبداع سعودي حقيقي.
وفي سياق القراءات النقدية، التي تناولت سرد اليوسف، فقد قال عنه الكاتب محمود عوض عبد العال: وقد اتضح أن الأديب خالد اليوسف لا يعمل في الفراغ وإنما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدوافع السيكولوجية وبمشاكل مجتمعه، حتى ولو كانت مشكل انفرادية لشخصيات لا تمثل مغزى عاماً، ولكن لماذا لا يعبر عنها ويعطيها حقها الإنساني في أعماله، ويضفي عليها وجوداً تعيشه الأجيال لم تكن تحلم به؛ فيما وصف الدكتور أحمد السعدني، تجربة اليوسف القصصية قائلا: إن خروج خالد أحمد اليوسف على إطار الشكل يعتبر محاولة منه لتجريب شكل جديد، ولقد جاءت محاولته في إطار تغيير نسب المعطيات الفنية والأداة المستعملة، وفي تشكيل لغوي للجملة يحلو لأن يكون مختلفاً، وفي استعماله للزمن النفسي لا الزمن الطولي، وفي انتقاله من الواقع إلى الوعي أو العكس عن فهم جيد لا عن تقليد، وفي استعماله للجملة واللفظة والنقاط، فيما تحدث الدكتور محمد الشنطي، تجربة اليوسف القصصية قائلا:القصة القصيرة عند خالد اليوسف دوامة لا تهدأ، يلج بك منذ اللحظة الأولى في أتون الأزمة، وصف مادي وفكري ونفسي، وتجسيم بالكلمات للحظات التوتر في عبارات قصيرة تجرد الموقف من ملابساتها المكانية والزمانية، وتحوله إلى قضية تتصارع في جوفها المشاعر والكلمات والجمل التي تختزل اختزالاً شديداً في كلمة أو كلمتين والجمل تظل أسمية وصفية حادة.