د.حامد الوردة الشراري
مجالس الشباب واللجان الشبابية، والتي تمثل شريحة كبيرة من شباب الوطن، في المناطق والمحافظات تحظى باهتمام كبير من أمراء المناطق إدراكا منهم لأهمية دور هذه الشريحة في صناعة المستقبل، وما ملتقى اللجان الشبابية بمنطقة الرياض الذي عقد في قصر الحكم الأسبوع الماضي وبتنظيم من إمارة منطقة الرياض ممثلة في أمانة مجلس المنطقة وبرعاية كريمة من سمو أمير منطقة الرياض وبمشاركة أكثر من 400 شاب وشابة يمثلوا 22 لجنة شبابية لمحافظات منطقة الرياض، الذي يأتي في إطار السعي لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي من مرتكزاتها استثمار الطاقة الكامنة للشباب ونسبتهم العالية التي جعلت المملكة في مصاف الدول الشابة، إلا خير دليل على هذا الاهتمام.
الملتقى يهدف لتأصيل عمل اللجان الشبابية بشكل منظم ومهني ويعزز مشاركتها بفاعلية لخدمة المحافظات وبناء جسور شراكة وتواصل فعاّل مع الجهات الحكومية في المحافظات. وقد استُعرض في الملتقى العديد من المواضيع ذات علاقة بالمجالس واللجان الشبابية وتجارب ومبادرات جهات متعددة بما يخص الشأن الشبابي، منها مشاركة « مسك الخيرية» المتميزة عن تجربتها بتطوير العمل الشبابي وسعيها لتفعيل مشاركة الشباب في مجتمعنا، وتخللها مداخلات متنوعة من الشباب والشابات الحاضرين للملتقى تنم عن عمق وفهم لواقعهم ومتطلباتهم وتطلعهم بإشراكهم في صنع القرارات التي تتعلق بقضاياهم والمساهمة في خدمة محافظاتهم. أيضا، طرح الحضور العديد من المداخلات والتساؤلات من أبرزها الحاجة لهيكلية تنظيمية وتشريعات تنظم وتحكم أعمال المجالس واللجان الشبابية في ظل إلغاء الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مع أهمية أن يكون هناك دور أكبر وفاعل لهيئة الترفيه في المحافظات، وإيجاد منصات تفاعلية للشباب للتعرف على آرائهم وقضاياهم وتطلعاتهم، ومنبر لإيصال أفكارهم واقتراحاتهم.
الملتقى حظي بتفاعل رائع من أعضاء اللجان الشبابية وبحضور كبير من الجهات الحكومية من مدراء الجامعات ومحافظين المحافظات ومدراء التعليم بمنطقة الرياض على رأسهم سمو أمير منطقة الرياض الذي وجه في ختام الملتقى بإقامة «ملتقى اللجان الشبابية بالمنطقة» بشكل سنوي في قصر الحكم تتبناه إحدى جامعات المنطقة. وحيث إن اللجان الشبابية بمنطقة الرياض حديثة التشكيل، لذا فإنه من المهم طرح بعض الأفكار التي بلاشك تكمن أهميتها في التوظيف الأمثل لتلك اللجان وتفتح الآفاق أمام إبداعات الشباب الأمر الذي ينسجم مع الرؤية2030، منها:
1- إيجاد جهاز حكومي أعلى لمجالس ولجان الشباب في المناطق والمحافظات على المستوى الوطني، وقد يُستفاد من تجربة مجالس شباب دولة الإمارات.
2- الاستعجال بسن التنظيمات والتشريعات ذات العلاقة بمجالس ولجان الشباب المناطق.
3- تشكيل لجنة عليا من رؤساء لجان شباب المحافظات في إمارة المنطقة تختص بوضع إطار عام «خطة» لعمل اللجان وتحديد ودراسة التحديات التي تواجهها واقتراح الحلول والبرامج المناسبة بشأنها.
4- وضع اَلية واضحة تحكم العلاقة بين اللجان الشبابية واللجان والمجالس الأخرى في المحافظة بحيث تكون العلاقة تكاملية لتجنب الازدواجية والتداخل في الاختصاصات.
5- الحرص على إشراك خيرة الشباب المؤهلين من ذوي الكفاءات والمهارات المتميزة والمؤثرين بين أقرانهم في اللجان الشبابية وأن يكون اختيارهم وفق معايير موضوعية وواضحة.
6- أن يكون تمثيل شباب وشابات المحافظة في اللجان وفق توزيع نسبي عادل بين مراكز كل محافظة.
7- عقد دورات وورش عمل مستمرة لرفع كفاءة أداء اللجان وإكساب أعضائها الخبرات والمعارف والمهارات اللازمة، وتأصيل ثقافة العمل المؤسساتي.
8- توفير أماكن مستقلة ومهيئة لمجالس ولجان الشباب مع إيجاد آلية لتوفير دعم مالي ثابت ومناسب لتحقق الغرض الذي أوجدت من أجله.
فاصلة:
«الشباب القوة الحقيقية لتحقيق الرؤية2030» الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي