غسان محمد علوان
ربما تكون عبارة (رغبةً في وضع برنامج إعداد مثالي لمشاركة المنتخب في كأس العالم في روسيا 2018) هي العبارة الأكثر تداولاً في وسطنا الرياضي، في الخطابات الرسمية الصادرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم أو من الإعلاميين. مضمون العبارة هو الهدف الأسمى الذي يطمح له كل رياضيي هذا الوطن بلا جدال، ولكن يجب أن لا تكون هذه العبارة شماعة لتمرير وتبرير أي قرار بغض النظر عن منطقيته أو فائدته الحقيقية. فها هي العبارة ذاتها تظهر مرة أخرى في بيان للاتحاد السعودي لكرة القدم مبررة إلغاء لقاء السوبر بين فريقي الهلال والاتحاد، في بيان مبهم احتاج معه الاتحاد السعودي لبيان إلحاقي يوضح فيه إلغاء اللقاء مع جملة من التبريرات التي زادت حيرة الجميع أكثر من إقناعهم.
فاللقاء الذي كان من المفترض إقامته في شهر يناير في الرياض، لا يتعارض إطلاقاً مع أيام «الفيفا» التي لم تُجدْول في هذا الشهر. فلا منطق إذاً في استخدام هذه العبارة في هذا السياق. ولا أدري كيف للقاءٍ (واحدٍ فقط) مدرج في روزنامة المسابقات أن يسبب كل تلك الربكة! والعذر الآخر كان لمنح كافة الفرق فرصة التنافس على لقب كأس ولي العهد بشكله الجديد (السوبر سابقاً)، وكأن ناديي الهلال والاتحاد لم يستحقا اللعب على هذا الكأس بعد تحقيق الأول للقبي الدوري وكأس الملك، والثاني لبطولة كأس ولي العهد بشكلها القديم، مع أن جميع تلك البطولات شاركت بها كل الفرق وحصلت على فرصة المنافسة عليها! والعذر الثالث كان لرغبة الاتحاد السعودي لكرة القدم بإظهار البطولة بالشكل اللائق بها. فإن سلّمنا جدلاً أن بطولة من (لقاءٍ واحد) تستدعي فترة إعداد تزيد عن السنة والنصف، فكان من المنطقي أن يُلعب لقاء الهلال والاتحاد تحت مسمى (بطولة السوبر) كنسخة أخيرة، ثم يتم البدء بالبطولة بشكلها الجديد في الموسم القادم.
فليس من المنطق أن يُحرم الفريقان من فرصة تحقيق لقب استحقا اللعب على كأسه لمجرد تغيير مسمى البطولة، فهو حق تاريخي لهما سُلب دون أي تبرير منطقي.
مجدداً نقول: يجب أن لا تكون هذه العبارة سبباً للارتباك والتوتر في إعداد المنتخب وبقية بطولات الموسم على حدٍ سواء. فالموسم سينتهي مبكراً كما في كل دوريات العالم، تاركاً فرصة كافية لمدرب المنتخب للعب عدة مباريات ودية قوية يضع من خلالها تشكيلته الأنسب، وليترك بصمته الخاصة على أداء المنتخب. وقبل هذا ستكون أيام «الفيفا» فرصة أخرى مبكرة للإعداد، والمنافسات المحلية والقارية ستكون أكثر من كافية لمتابعة كافة اللاعبين وتقييمهم، بل وستكون أفضل إعداد لهم عبر منافسات قوية وحقيقية مع أنديتهم. فلا حاجة للارتباك والتخبط في الجدولة وإعادة الجدولة دون داعٍ حقيقي، كما حصل مع لقاء الرائد والهلال الذي تم تأجيله للمرة الثانية، ولا ندري هل ستكون الأخيرة أم لا؟
ختاماً، العقلانية والهدوء هما ما سيضمنان - بعد توفيق الله- المشاركة الأجمل والأقوى لمنتخبنا في المحفل الرياضي الأكبر في العالم. فأعيدوا للهلال والاتحاد حقهما، وخذوا نفساً عميقاً قبل إصدار أي قرار. فتحقيق الأهداف يستدعي خطوات واضحة راسخة لا تتغيّر بشكل يومي.