إبراهيم عبدالله العمار
هناك أغنية اسمها «احتلال» لفرقة أمريكية اسمها «آيسد إيرث»، شدت كلماتها انتباهي. اقرأ هذه الكلمات، وحاول معرفة المغزى التي تنطق بزمجرة تشتعل بشهوة السلطة وجنون العظمة: «أخيرًا سنستحوذ على حقنا! قوة مطلقة! علم لا نهائي! كل المجرات وأهلها ستركع أمام الجنس البشري! في قبضتنا أعناق كل الخلق وسنبيدهم! سنملك الكون وستنكمش المجرات رعبًا منا!».
هل خمنت السياق؟ إنها كلام البشر في هذه القصة المتخيلة التي يصل فيها الإنسان لقمة التطور والعلم ويغزو الفضاء، ليس الكواكب القريبة فقط بل كل العالم المعروف، نرسل المركبات الفضائية لأبعد المجرات لتحتل أهل تلك الكواكب، وتخضع الكون للإرادة الإنسانية.
ما رأيك بهذا السيناريو؟ هل هو مستبعد؟ هل إذا وصل البشر لقمة التطور سيفعلون هذا؟ أم هو تشاؤم مفرط؟
لطالما أضحكتني الروايات والأفلام التي تحكي شعوبًا فضائية تغزو الأرض، وتقتل البشر، وتنهب مواردهم. يقول المثل الشعبي: «كل يناظر الناس بعين طبعه». وهذا بالضبط سبب تلك التخوفات من الكائنات الفضائية: نراهم مثلنا، نظنهم يشاركوننا طبيعتنا وتفكيرنا. ولو كان هذا صحيحًا فالسلام على العالم! نظن أن بقية الكائنات ستكون مثلنا في الشر.. في الجشع.. في الوحشية البشرية التي بدأت من قابيل، وستستمر إلى آخر إنسان يموت قبل يوم القيامة.
فلم Independence Day صور الكائنات الفضائية تصويرًا مخيفًا شريرًا؛ فهي أتت لتبتلع مواردنا الطبيعية، وتبيدنا، ثم تغادر لتفعل الشيء نفسه على كواكب أخرى. والشيء نفسه تراه في أفلام Alien، Predator، Signs، والكثير غيرها. حتى في الأفلام الهزلية نرى هذا، ففيلم Mars Attacks و Men in Black تظهر الكائنات الفضائية وهي تقتل البشر، وتنوي بهم شرًّا، وتحيك الأفلام الحبكة الكوميدية حول ذلك. لا تكاد أبدًا تجد الكائنات الفضائية تصور تصويرًا طيبًا. ولعل أشهر مثال هو سوبرمان القادم من كوكب كريبتون الذي احتواه البشر منذ طفولته بحب فنشأ على الخير، وعاش لينقذ الكوكب من الأشرار. ومثال آخر شهير، هو فيلم ET المعروف. وغير هذه لن تجد إلا أمثلة قليلة، تظهر كائنات الفضاء بمظهر طيب.
لا تخف من الكائنات الفضائية.. إلا إذا كان لها عقول البشر!