«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في الماضي عندما كانت الحياة في بلادنا بسيطة ولا تتوفر كل ما يحتاجه المرء من بعض الأشياء كقطع غيار لجهاز ما وذلك لعدم توفر وكالات أو موزعين لهذا الجهاز فكان الحل هو البحث عند ورش التصليح والتي كانت معروفة ومشهورة في كل مدينة تقريبا. وفي حال عدم وجودها في المدن الصغيرة يتجه الباحث عنها للمدن الكبيرة، حيث تتوفر بعض الورش أو المخازن. وكانت مدينتا الدمام والخبر الأشهر في المنطقة الشرقية من حيث وجود محلات توفر مختلف القطع الكهربائية لبعض الأجهزة كالراديو وبعدها التلفزيون. وحتى الغسالات والثلاجات فكم سافر مواطن من الأحساء إلى الخبر لشراء لمبة لراديو أو ماطور لثلاجته. ولكن كانت الأسواق الشعبية في الأحساء وغير الأحساء إضافة إلى أسواق الحراج في مختلف المدن وعلى الأخص حراج بن قاسم بالرياض الشهير وكذلك حراج «دعيدع» ما بين الهفوف والمبرز. هذه الأسواق كانت تشارك بفاعلية في توفير ما قد يحتاجه المواطن من قطع غيار أو ما تسمى (بالسكن هاند) القطع المستعملة وكان من يحتاج لقطعة غيار ما أو جزء فقده من سيارته لتلفه أو لتعرضه للسرقة. فإنه يجد البديل في هذه الأسواق أو حتى مواقع التشليح. فليس كل مواطن أو مقيم قادر على شراء قطعة جديدة بديلة وذلك لارتفاع أسعارها فيما مضى من زمن. بسبب عدم انتشار المحلات والوكالات كما هو حاصل اليوم. وحتى اليوم نجد من هو محافظ على عادة التوجه إلى الأسواق الشعبية أو الحراج للبحث عن ما قد يحتاجه وتوفر بعض الأشياء التي قد لا تخطر على بال الزائر أو المتسوق من هذه الأسواق هو عثوره على أشياء لم يكن يتوقعها مثل أدوات قديمة وتراثية أو «انتيكات» أو حتى المجلات القديمة والكتب والتي عادة ما يعرضها من لا يحتاج إليها أو لا يعي قيمتها المعنوية والأدبية أو التراثية والفنية لذلك نجد هناك من هو متخصص في التردد على هذه الأسواق وله عين بصيرة وفهم للأشياء التي سوف يكون لها شأن بعد فترة. وكم بيعت في هذه الأسواق من أشياء برخص التراب لعدم فهم قيمتها وتجدها معروضة بعد ذلك في محلات التحف والانتيكات بأسعار خيالية بعد أن وجدت من يقدِّرها. وفي الأسواق الشعبية ولو أخذنا مثلاً «سوق الخميس» والذي كان يعرف بسوق «هجر» في سالف العصر والأوان.؟! تجد أن بعض المواطنين من الشباب وحتى الكبار يزاولون عملهم فيه بحب واهتمام كبيرين فهذا السوق ومنذ الصغر هو مكان عملهم ومكسب رزقهم وهو مكان يشعرون فيه بالسعاة وحتى القناعة بما يحصلون عليه من مال نتيجة لعملهم فيه ولما يوفره لهم من باب رزق مهم لحياتهم وحياة أسرهم. وكم بيعت فيه أشياء قديمة وفي الآونة الأخيرة بدأت تباع أشياء جديدة تردهم من مناطق مختلفة من الوسطى وحتى الغربية. سوف تجد في السوق المنتجات الحساوية الخوصية التي أبدعت الأنامل في الأحساء في إنتاجها. إضافة إلى الرمان القادم من جازان جنباً إلى جانب مع حبحب حائل أو وادي الدواسر.. وباختصار أسواقنا الشعبية وفي كل مكان من بلادنا أسواق عجيبة ومدهشة والمشاهد فيها ذات نكهة خاصة ومكان يراه البعض ممتعا للتسوق والمشاهدة. وقبل هذا للبيع والعمل الشريف.