عبد الله باخشوين
.. تثيرني الأسئلة التي ليس لدي أجوبة جاهزة لها.. أو حتى بعد التأمل و التفكير لأصل إلى ما يجيب بإقناع.. وهي أسئلة ليست فلسفية.. ولا علاقة لها بـ(الرياضيات الذهنية).. رغم هذا أجد أن الأمر معضل.. خذ مثلاً:
- ما زلت عاجزاً عن فهم السبب الذي يجعلنا نتخلى عن هدوئنا منذ أن نفتح باب السيارة ونجلس خلف (المقود)..؟!
هكذا - ولا تدري كيف ولماذا - تتلبسك حالة (غريبة) قد تبدأ بنوع من التشنج.. قبل أن تتحول إلى ضيق يصاحبه نوع من النرفزة.. وبدون أن تتمكن من رصد تطورات (حالتك) تجد نفسك في حالة عصبية تتناقض مع طبيعتك.. ومزاجك (العادي) الذي كنت عليه قبل عدة دقائق.. والغريب في الأمر.. أنك تكون قد رغبت في الخروج بسيارتك لمجرد التنزه لا أكثر ولا أقل.. وعندما تبدأ في مراقبة السيارات المارة من جوار موقف سيارتك.. تجد أن سائقيها يمرون بك وهم تحت وطأة نفس الحالة التي تتلبسك.. يكبحون سرعة سيارتهم بعصبية أمام (المطب) الصناعي القريب.. ويطلقون (أبواق) السيارات بطريقة تنم عن ضيقهم من مرور الأولاد للشارع متجاهلين حقيقة أن (المطب) وضع للتنبيه بوجود مارة.. وإذا بك ترى نفسك تنطلق باتجاه إسفلت الشارع دون أن تعطي بالاً لوجود السيارات الأخرى.. وغير عابئ بإطلاقهم (الأبواق) لك ضيقاً وتنبيهاً.. لأنك لم تراع أصول حركة السير ووسط دهشتك.. تجد أنك قد أخرجت يدك من الشباك محتجاً من انزعاجهم.. وكأن الشارع لك وحدك.. وقد تصل إلى حالة تجعلك تنظر للسائقين المحتجين بطريقة توحي بأنك (أهبل وطالب حرش).
هذا إذا لم تكن قد وصلت إلى المرحلة التي تحرضك على التطاول بـ(اللسان).
أما إذا وصلت الشارع العام واضطرك (ساهر) للتوقف في مواجهة الإشارة (الحمراء).. فسوف تجد نفسك تتلفت يميناً وشمالاً لتنظر لذاك الذي (تجرأ) ووقف متجاوزاً سيارتك وذاك الذي امتلك (الشجاعة) ووقف إلى جوارك على الجانبين.
وما أن يضيء الأخضر وتهئئ نفسك للانطلاق لتسبق كل من إلى جانبك تسمع من آخر (الصف) الأبواق التي تنطلق.. والأصوات التي تقول بعصبية (اتحرك).. مع شتى مناورات ومحاولات التجاوز.. رغم أن الضوء الأخضر لم ينطلق إلا من ثوان قليلة.
لا أريد أن استكمل الحديث عن تفاصيل (النزهة).. إلى أن تعود للمنزل.. لا ترى وجهك ولا حالتك.. لكن ترى كل من في البيت يتحاشى الوقوف أمامك.. أو التحدث معك.
هيا يا عمنا.. دبرني وفسر مبررات هذة الحالة العامة التي يصاب بها كل من يجلس خلف مقود السيارة.. وأدار في (المسجل) أغنية تناسب الحالة التي كان فيها عندما خرج من منزله.
وبالعودة لحيرتك في فهم الحالة.. تجد نفسك تطرح هذا السؤال الغبي
- يا ولد.. لايكون نوع السيارة ومديلها هو السبب..؟