صيغة الشمري
لاشك أن الذين يعملون في المستشفيات والشركات الكبرى يعرفون الفرق بين المدير العربي والمدير الاجنبي، كل منشأة أخرجت مديريها الأجانب خسرت تميزها وقوتها وانضباطها، ولم يستطع المدير العربي أوالسعودي سد الفراغ الذي تركه المدير الأجنبي، ومن المعلوم بأني لا أقصد الجميع بل بعض مديري عرب وسعوديين استحقوا بجدارة الكتابة عنهم والتحذير من آثار التعامل معهم بدون حذر ومعرفة وحكمة، هناك الكثير من المنشآت ليس عندها إنتاجية سنوية تحتكم اليها نهاية كل سنة وتضبط خططها بناء عليها، يغلب على الإدارة العربية موضوع الاجتهادات الشخصية التي يريدها الرجل الأول في المنشأة، يخبرني زميل بأنهم في استقبال رئيسهم الجديد الذي بدأ من أول يوم بالاجتماع بمديري الإدارات المتخصصة بتوجيههم كيفية العمل ولم يترك لأحد منهم فرصة الحديث لأنه لايريد أن يفهم منهم بل يريد أن يفهمهم نفسه، وهذه مشكلة القطاع العام التي لايستطيع مديرها أن يسمح لبقية موظفيه بإثبات وجودهم وتطوير العمل لأن سياسة الرجل الواحد تسيطر بقوة في إدارات القطاع العام لعدم وجود خطة واضحة للإنتاجية، عليك اولا لتلافي الفكرة السلبية عنك التي قد تتبلور في ذهن مديرك أن تتعرف على نوع شخصيته لأنك ستبقى طوال سنوات عملك تدور في فلك شخصيته، كن دائما مؤيدا لطريقته الإدارية وحاول تحاشي التصادم أوطرح مقترحات ضد طبيعته الشخصية لأن الريبة منك ستدخل قلبه، انتبه من انتقاده أمام زملائك في العمل أو في جلسات العمل التي لايكون حاضرا فيها لأن كل كلمة قلتها ستصل اليه محرفة لصالح النمام الذي نقلها اليه، هذا النوع من المديرين يعتمد على النمامين لضبط العمل أو بمعنى آخر ضبط مستوى الإخلاص له، لذلك لاتستغرب أن تداوم ذات صباح وتجد مديرك غاضبا منك وغير راض عن أدائك دون سبب تعرفه، لاتضيع وقتك في قراءة كتب الإدارة وتطوير القدرات بل عليك استخدام جميع الطرق الممكنة لإشباع غروره في مدح شخصيته والتغني بنجاحه! حاول أن تعصر على نفسك ليمونا وتغيير معنى الإخلاص في العمل الى الاخلاص للمدير وستنجح نجاحاً مبهرا!