د.عبدالعزيز الجار الله
لماذا القول إن تأسيس الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) وقطار الشمال - الجنوب سار الدولي الذي يربط مناطق: الرياض - القصيم - حائل - الجوف - القريات الحدود السعودية الأردنية.
وينقل: الركاب والبضائع والمعادن والبترول والبتروكيماويات، وأيضا يربط محطات فرعية: الدمام، الجبيل، رأس الخير، والمجمعة، والبسيطا؟.
لماذا القول إن قطار سار يعد أبرز إنجازات السعودية في الأعوام الأخيرة؟، فالجواب ليس لكونه أول قطار يولد بعد قطار الشرقية بنص قرن والذي بدأ العمل به منذ 2006م حتى بداية تشغيله الفعلي 2017م، بل لأنه سينقل الناس والبضائع والنفط والصناعات من الجبيل والتعدين من الزبيرة والبعايث والفوسفات من حزم الجلاميد، ونقلها بين موانئ السعودية والتصدير الخارجي، والأهم أن نعرف أن القطار يجتاز تركيبة جيولوجية وطبوغرافية صعبة ومعقدة يمر ببحر من الرمال والهضاب والحافات والجبال الشاهقة والأودية الجارفة، وهذه الطبيعة المركبة هي التي خلقت التحدي لإدارة سار التي بنت نفسها من كوادر بشرية تتميز بكفاءات إدارية وهندسية سعودية وأجنبية عالية في الأداء والخبرة والرغبة لإنجاح مشروع سيُصبِح الشريان الحيوي لمناطق ومدن المملكة من: محور شمال - جنوب من الرياض - الجوف ، أو قطار الجسر البري من جدة - الرياض، وقطار مجلس التعاون الخليجي يربط جميع دول الخليج ، وقطار الساحل الغربي من تبوك - جازان.
وحتى نفهم هذا المشروع الضخم لابد من التعرف على تكوينات مسار سكة الحديد:
يبدأ قطار سار من محطة الرياض ثم محطة المجمعة حتى يصل القريات في منطقة الجوف ليعبر المجمع الرملي الثالث الدهناء، ويعبر المجمع الرملي الثاني النفود الكبير وهما أكبر الأقواس الرملية وبحار الرمال يأتيان بالحجم والكثافة ضمن بحار الرمال بعد كثبان الربع الخالي، وهي مع رمال الجافورة وتجمعات أخرى تمثل 33 % من مساحة المملكة التي تصل إلى مليوني كيلومتر مربع، كما يمر القطار بمرتفعات عدة هضاب إما يخترقها أو يمر قربها: هضبة نجد والحجرة والحماد وحرة الحرة ،وجبال أجا وسلمى وجبال طويق ، في تحدي للرمال والهضاب والأودية استطاعت الطرق البرية محاذاتها وتلافيها والانحناء قربها يعجز القطار أن يتطوى حولها وهنا مكمن التحدي لقطار يسير في استقامة وارتفاع ثابت.