«الجزيرة» - سفر السالم:
أكَّد اقتصاديون لـ«الجزيرة» أن زيارة الملك سلمان إلى روسيا وما تمخض عنها من اتفاقيات نوعية ستؤسس لشراكة اقتصادية عميقة مع الروس إضافة إلى المجالات الأخرى.
وقال الدكتور أحمد الشهري: إن الزيارة تعد زيارة تاريخية ومفصلية في تاريخ العلاقات السعودية الروسية التي يبلغ عمرها أكثر من 7 عقود من الزمن. شهدت خلالها الكثير من التقلبات بسبب العوامل السياسية التي كانت روسيا طرفًا فيها. هذه التقلبات أثرت سلبًا على كثير من الملفات الاقتصاديه والتجارية والعسكرية والنفطية التي كانت تحظى بالمزيد من الشراكة بين البلدين.
ويبين الشهري أن حجم التبادل التجاري بدأ يتنامى بعد الزيارات المتوالية بين مسؤولي البلدين التي كان آخرها زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لروسيا، التي مهدت لحقبة جديدة في العلاقات تقوم على فصل الملفات بحيث يتم العمل على الملفات المشتركة في مجال الطاقة والفضاء والنفط والصناعات العسكرية.
أما الملفات المختلف حولها ومنها التدخل الروسي في سوريا والعلاقة مع إيران فتبقى على الطاولة للبحث.
وأشار الشهري إلى أن الزيارة فتحت آفاقًا جديدة في الملف الاقتصادي من خلال شراكات في مجالات النفط والتنقيب والصناعات البتروكيماوية والطاقة المتجددة والصناعات العسكرية. منوهًا بالدور البارز للقطاع الخاص في البلدين حيث تم إنشاء صندوق استثماري مشترك برأسمال 10 مليارات دولار لدعم المشروعات الواعدة بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النووية والمفاعلات النووية لإنتاج الطاقه، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقيات في مجال الزراعة والصناعات البتروكيماوية. والاتفاقيات في مجال الإعلام والمعلوماتية والتبادل الثقافي.
وأضاف الشهري: مثلما كانت زيارة الملك سلمان لدول نمور آسيا سياسية واقتصادية بامتياز. فإن زيارته لروسيا جاءت سياسية واقتصادية بامتياز وستنقل البلدين من التعاون وتبادل المصالح إلى مرحلة متقدمة من الشراكة الإستراتيجيه في مختلف المجالات.
من جهته أكَّد رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال على العثيم أن زيارة الملك سلمان إلى روسيا فتحت أمام رواد الأعمال بالمملكة مجالات جديدة للاستثمار وفرصًا للتعاون مع نظرائهم الروس، وقال: إن المملكة تتجه إلى تنويع وتوطين التقنية في المجالين العسكري والاقتصادي من خلال الانفتاح على العالم والمحافظة على مكانتها وثقلها الإقليمي والدولي، مبينًا أن الزيارة أثمرت عن توقيع 14 اتفاقية في مجالات عدة، ووضع خطة لاستدامة ونقل وتوطين المعرفة والتقنية، فالاتفاقيات من شأنها أن تفتح أمام رواد الأعمال مجالات جديدة للاستثمار وفرصًا واعدة، وأضاف: التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة تدعمه وتسانده رؤية سياسة تستشرف المستقبل وتعتمد الدفاع عن مصالح المملكة والأمتين العربية والإسلامية أساسًا راسخًا لعلاقاتها وتحالفاتها السياسية وبناء علاقات وشراكات اقتصادية مميزة مع مختلف الدول من أجل مواجهه المخاطر والتوترات والأوضاع الإقليمية والتغيرات الجيوسياسية بالمنطقة، مثمنًا التدابير التي تقوم بها القيادة لمواجهة تلك التحديات بحزم، وتابع العثيم: شباب الوطن لديه من القدرة والكفاءة ما سيمكنه من المساهمة في مسيرة البناء والتنمية.
وأشار الاقتصادي عبدالعزيز آل حسين إلى أن الزيارة شكلت حدثًا كبيرًا على خلفية التقارب المتنامي بين البلدين. لافتًا إلى أن اهتمام العالم بخطة المملكة للتنمية طويلة الأجل «رؤية 2030»، التي ستؤدي إلى خروج المملكة من الاعتماد على النفط والانتقال إلى اقتصاد متطور ومتنوع يجعلها، محط أنظار الخبراء الاقتصاديين الروس. وأفاد بأن الزيارة مثلت بداية شراكة عميقة مع روسيا في مختلف المجالات سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية.
وبين آل حسين أن السعودية وروسيا تنسقان خطواتهما بشكل مثمر في سوق النفط العالمية لتحقيق إعادة الاستقرار فيها، إضافة إلى التعاون في مجالات السياسة والدفاع والاقتصاد، وقد أتاحت الزيارة الكثير من الفرص الاستثمارية والمشروعات المشتركة في قطاعات عدة.