جاسر عبدالعزيز الجاسر
تحالف العالم تقريبًا في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي الذي تبين ومن خلال عديد من الوثائق والوقائع أنه صنيعة الذين استفادوا من جرائمه وأفعاله والذين أخذوا يحتلون مواقعه ويحوّلوها إلى جزر نفوذ مغلقة لصالح نظام واحد بعينه هنا في المنطقة العربية، إذ إن معظم الأراضي التي كان تنظيم داعش الإرهابي يسيطر عليها أصبحت في قبضة التنظيمات الإرهابية التي تعود لسيطرة ملالي إيران من ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، والميليشيات الطائفية في سوريا ولبنان، وهكذا استبدل تنظيم إرهابي بآخر شبيه له وإن استبدل عباءته الطائفية، فالحشد الشعبي وحزب حسن نصر الله الذي يحمل اسم «حزب الله» زورًا وبهتانًا والميليشيات الطائفية الأخرى في العراق ولبنان وسوريا، ما هي إلا أذرع إرهابية تابعة لنظام ولاية الفقيه في إيران وتتطابق في الأهداف والأفعال مع تنظيم داعش الإرهابي، ولهذا فإن المطلوب من المجتمع الدولي ومثلما تحالف للقضاء على داعش، أن يتحالف للقضاء على التنظيمات الإرهابية الأخرى وأولها الميليشيات الطائفية التي تضم إرهابيين من دول مختلفة في الشرق الأوسط وأولى هذه التنظيمات والميليشيات ثلاث أذرع إرهابية محددة ومعروفة للجميع وهي بمنزلة مثلث الإرهاب الطائفي، أضلاعه الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي وحزب حسن نصر الله اللبناني الذي يحمل اسم «حزب الله» زورًا وبهتانًا.
ويمثل الحرس الثوري الإيراني مركز التوجيه والإعداد وتكوين الأذرع الإرهابية، فإضافة إلى تحويله إلى رديف للجيش الإيراني مهمته الأساسية إرهاب أبناء الشعوب الإيرانية وحماية نظام ولاية الفقيه وملالي إيران الذين يتسلقون ويقمعون الشعوب الإيرانية، إِذ يضم هذا التكوين المسلح فرقًا لقمع الإيرانيين وتنفيذ أوامر وإملاءات ملالي إيران، ويأتي في مقدمة هذه التنظيمات العسكرية، «ميليشيا الباسيج» التي تعد قواتًا متخصصة لقمع المواطنين والتصدي لأي رفض أو عدم استجابة لإملاءات نظام طهران، وهي أكثر شراسة من قوات التصدي للشغب والتظاهرات في بلدان أخرى، إِذ لا تتوانى فرق وميليشيات الباسيج من قتل المتظاهرين وإيذائهم بشتى السبل، في حين يضم الحرس الثوري الإيراني تكوينًا عسكريًا إرهابيًا موجهًا للدول العربية أسموه بـ»فيلق القدس» مهمته إعداد وتكوين أذرعة إرهابية في الدول العربية، ومن رحم هذا الفيلق الإرهابي خرج حزب حسن نصر الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي والميليشيات الطائفية في سورية.
«غدًا نواصل»